نُخاطبك يا سماحة السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، بعد أن ملكتَ زمامنا، وحكمتَ في رقابنا، وسلّط علينا أراذل القوم من حُلفائك، وبعد أن بات أنصارك وأعوانك في زوايا الإدارات الرسمية والأجهزة الأمنية والعسكرية والقضائية، نُخاطبك لنقول ما قالته عائشة أم المؤمنين والمؤمنات، للإمام عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه: "ملكتَ فأسحِج"، بعد أن وضعت حرب الجمل أوزارها، ودنا من هودجها وكلّمها بكلامٍ وأجابته، أي ظفرتَ فأحسِن ويسّر، فجهّزها عند ذلك بأحسن جهاز، وسيّرها إلى المدينة، نعم يا سماحة السيد، لم يعد في مقدورنا تحمّل الظلم والطغيان والتنكيل الذي تُمارسه هذه الطبقة السياسية الفاسدة بحقّ جموع اللبنانيين، وهي تسترشد بمقامك وتضرب بسيفك، ولا مناص أمامنا سوى دعوتك للإقتداء بسيرة أهل البيت النبوي الشريف، وأن تتّقي الله في شعبك وطائفتك، وقد ينبري أحد أتباعك للإحتجاج بالقول" أوَ مِثلك من يدعو السيد نصرالله للتّقوى! نقول نعم، ونُردّد ما ما قاله الإمام زيد بن علي بن الحسين للخليفة هشام بن عبدالملك، عندما نهرهُ وقال له: أوَ مثلك يأمر مثلي بتقوى الله، فأجابه زيد: إنّه لا يكبُر أحدٌ فوق تقوى الله، ولا يصغُر أحدٌ دون تقوى الله، وكتب الإمام علي بن أبي طالب لولده الحسن: إنّي موصيك بتقوى الله، وعمارة قلبك بذكره، يا بُنيّ: بِع دنياك بآخرتك، ولا تبع آخرتك بدنياك، وأمرْ بالمعروف بيدك ولسانك. مناسبة هذا القول يا سماحة السيد، خطابك بالأمس الذي تفتخر فيه باجتماعك الطويل حتى تباشير الفجر، مع أفسد سياسي عرفه هذا البلد المنكوب منذ استقلاله حتى الآن، وهو المغضوب عليه من جموع اللبنانيين، السيد جبران باسيل، هذا الذي هدر مليارات الدولارات في ملف الكهرباء، والبلد يغطس في ظلامٍ دامس، وهدر مليارات الدولارات لبناء سدود جافة قاحلة، والمواطنون يشترون مياه الصهاريج في عزّ الشتاء، قبل أيامٍ معدودات قال الصحافي اللامع جوزف ابو فاضل( وهو كان إلى وقتٍ قريب من أنصار الجنرال عون)، بأنّ باسيل بات من أهم أثرياء البلد بثروة باهظة، مع أنّه قبل توليه وزارات الخدمات الدسمة، كان لا يملك شروى نقير، مناسبة هذا القول يا سيد نصرالله، هو تزكية الوزير السابق سليمان فرنجية لمنصب رئيس الجمهورية العتيد، وهذا في رأيي المتواضع، أمرٌ لا بأس به، مع أنّك ظهرت وكأنّك تُعلنهُ على مضض، بعد أن كان قد أخبرك باسيل(صديقك المفضل) بأنّه لا يرغب في الترشيح، فضلاً عن انعدام فرصة وصوله إلى سدّة الرئاسة الأولى، ثمّ رحتَ تُسهب في الإعتذار من التيار العوني ورئيسه جبران باسيل، وأنّك ما زلت على عهدك بالحفاظ على تفاهم مار مخايل المشؤوم، هذا التفاهم الذي حمل عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، وسلّط جبران باسيل على معظم مفاصل الدولة، ممّا أوقع البلد في انهيار المنظومات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنمائية كافة، ورغم ما فيه البلد من أزماتٍ ومحنٍ وكوارث، عمدت للإسهاب في حُسن اختيارك للجنرال عون وصهره قبل ستّ سنوات مضت، وذلك بدل أن تعتذر وتعترف بمدى الخسران المبين الذي تسبّب به الرئيس السابق ميشال عون وصهره. نزعم اليوم يا سيد، ولربما عن حقٍ لا لُبسَ فيه، أنّك سلّطّ السيف على الحقّ، ولم تُسلّط الحقّ على السيف، كان الخليفة الأموي عمر بن عبدالعزيز يُخاطب عُمّالهُ بقوله: ويلكم ألا تمشون بين القبور. خلاصة الكلام يا سيد: ملكتَ فأسحِج، بعد أن بات مُتعذّراً عليكم المشي بين القبور.