نتلمس خلافا شديدا بين الثنائي نصر الله بري، أشبه ما يكون بلعبة كرة القدم بماتش ودي لا يمنع التنافس على تسجيل الاهداف كل في مرى الآخر، وان مساحة اللعب هذه المرة هي ملعب الرئاسة الاولى والكرة هي سليمان فرنجية . بانتظار كلمة الفصل القادمة من طهران .
 
وإن بدا للوهلة الاولى عنوان المقالة مستغربا، إلا أن الغوص بالتفاصيل قد يجعل منه تساؤلا مشروعا ومبررا، بالاخص اذا ما اتفقنا على وجود دائم لخلافات عميقة بين الثنائي بري نصر الله، ولو كان الطرفان يحرصان على إبقائه خلف الستارة ولو اطل برأسه بين الحين والاخر، وليس اقصاء اللواء عباس ابراهيم وضرب رغبة الحزب بآخر تلك الفصول وان كنا ننسى فلا ننسى مجيء ميشال عون رغما عن انف بري وما بينهما من خلافات عند كل استحقاق بلدي او انتخابي او انتزاع ملف الترسيم وما شابه ذلك الكثير من الملفات. وبالعودة الى رئاسة الجمهورية وبالتحديد الاعلان الظاهري عن دعم ترشيح سليمان فرنجية ( مرشح نبيه بري التاريخي )، فبالقليل من التدقيق والتأمل، نلاحظ ان السناريو الذي أُعلن فيه اسم فرنجية لم يكن يتوافق مع الاداء الذي عودنا عليه الثنائي بالاخص تسريبة بري الصحفية التي سبقت كلمة نصر الله بالامس. فألف باء السياسة اللبنانية التي يتقنها الثنائي عن ظهر قلب تقول ان طرح الاسم بهذه الطريقة العشوائية انما تضرب وبشكل فادح وصول فرنجية الى بعبدا ولا تخدمه، بحيث انتقل سريعا من مرشح "توافقي" الى مجرد شرابة خرج عند الثنائي!!! ليطرح السؤال عن الخلفية والسبب الذي اضطر بري للافصاح عن "مرشحه" وبعد ذلك عن حقيقة موقف نصرالله وطريقة "دعم" هذا الترشح !!! جوابي على هذه التساؤلات والمبني أساسا على أحاسيس أكثر منها معطيات ومعلومات، يقول بأن بري استشعر ميولا عند الحزب بالذهاب الى تسوية رئاسية يكون مدماكها وحجر الزاوية فيه اسم ثالث يرضى عنه الحزب ولعله الاقرب الى ذلك قد يكون قائد الجيش المدعوم خارجيا وهذا حتما يزعج نبيه بري ولا يرضيه، فيكون حينئذ اعلان بري عن اسم فرنجية مترافقا مع اعلان رفضه تعديل الدستور امام جوزيف عون هو بمثابة رسالة سلبية قوية الى حزب الله قبل أي أحد آخر. ليأتي الرد على هذه الصفعة بالامس على لسان السيد نصر الله، من خلال اعلانه الواضح والصريح بالتمسك بنصاب الثلثين لانتخاب الرئيس، مما يعني اقفال الباب بوجه مرشح بري وان جاء بصيغة الدعم والتأييد ( لضرورات شيعية ). بالمحصلة، فاننا نتلمس خلافا شديدا بين الثنائي نصر الله بري، أشبه ما يكون بلعبة كرة القدم بماتش ودي لا يمنع التنافس على تسجيل الاهداف كل في مرى الآخر، وان مساحة اللعب هذه المرة هي ملعب الرئاسة الاولى والكرة هي سليمان فرنجية . بانتظار كلمة الفصل القادمة من طهران .