بتكليف أو بدون تكليف خارجي يسعى العراق إلى تسوية أمر سورية بعودة النظام إلى الجامعة العربية في لحظة يحتاج فيها العراق إلى من يعيده إلى الحضن العربي بعد أن تخلى عنه العرب لحظة تسلم إيران أمره وقد بات خاتماً بإصبع قائد فيلق القدس .


يحمل العراق جنازة أبنائه بعد موت متعدد الأدوات وأزمات مفتوحة على أزمات أشدّ قسوة وفتكاً وفي ظل خلل سياسي وفساد مالي وفقر منتشر كالوباء في مدن وباديات العراق ومع ذلك يتناسى السعودي القادم إلى السلطة دوره كرئيس لحكومة مهمتها ضبط الأمن وإستعادة الدولة والنظام العام ووضع حدّ للفساد وجعل المؤسسات الرسمية هي المولجة بتسير أمور العراق لا الميليشيات المتعددة الأسماء .

 

أمام هذا الكم من الإستحقاقات العراقية يترك رئيس حكومة العراق و وزير خارجيته كل هذه الملفات ويسعى جاهداً للمّ شمل العرب بسورية الأسد متعكزاً على عصا إماراتية بادرت إلى فكّ العزلة العربية عن النظام السوري بعد محاولات روسيا لردم الهوة القائمة ما بين الأسد وأردوغان .


ماذا يعني عودة النظام السوري إلى الجامعة العربية ؟


قد يعتبره الممانعون إنتصاراً للأسد ويهللون لذلك بأبواقهم ووسائلهم الإعلامية ومن على منابر خطبائهم من أصحاب الحناجر الخطابية الرنانة .


وقد يعتبره أعداء النظام السوري مجرد عودة لرجل مريض ودولة مفقودة ومجرد إستعادة لكرسي بلا مسامير وبلا مسؤولية طالما أن النظام السوري فقد كل مؤهلاته السابقة وما عاد يملك أي ورقة من الأوراق التي كانت معطاة وممنوحة للرئيس حافظ الأسد ولم يستطع وريثة المحافظة عليها وقد فقدها بطيش شاب فاقد لبصر وبصيرة أبيه.


بين المؤيدين للنظام السوري والمعارضين شباك مفتوح يعطي كل طرف كسب ما يراه وما يشتهيه في ظل متغيرات عربية تتقدم مناخاتها المملكة العربية التي تدفع باتجاه التخلي الكلي عن ثوابتها التاريخية في علاقتها مع المكون المذهبي لها وفسخ عقد الشراكة مع الوهابية لصالح مملكة متحررة من كل القيود الدينية الصارمة كما أن تراجعها الحاد عن أميركا والبحث عن شركاء آخرين دوليين هو الآخر مناخ مستجد وقد حصرت فتح علاقات جدية مع العدو الإسرائيلي بتقدم جدي نحو حل الدولتين وهذه إضافة مناحية مغايرة أيضاً لطبيع الثوابت التي كانت سائدة إلى ما قبل مجي ولي العهد السعودي محمد بن سلمان الذي قد يتجاوز أيضاً حدود المحظور مع العدو بحسب الظروف والدواعي والظروف .


إن مضي أبرز دولة عربية في الوقت الحاضربتحديث بناها السياسية والإجتماعية وهندستها المالية وإلتحاق أكثر الدول العربية بها من خلال إنفتاحها على مرحلة من خلط الأوراق يجعل من كل دعوة إلى ترتيب الخلافات العربية – السورية دعوة خارج السياق وخارج النسق الحالي لأن ثمّة ترتيبات جديدة تطال بُنى الدولة العربية في سياساتها الداخلية والخارجية .