أن يرى دواب الناس من المسلمين الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا نتيجة غضب الرب على الفاسقين والفاجرين من الأتراك والسوريين و أن يرى بعض المشايخ الأميين بعدسة الغضب الإلهي منكراً مقترفاً وإثماً طاعناً في الشعبين قد أدّى إلى زلزلة الأرض ففي الرؤيتين المغمضتين ما يضحك على عميان الأمّة .


لكن أن يرى زعيماً عراقياً وشيعياً له الوزن السياسي الأكبر في العراق وصاحب أكبر تيّار وكتلة نيابية وشعبية ووارث مجد الصدرين أن الزلزال حكم الله على الذين لم ينصروا رسول الله بمواقف حازمة وحاسمة من الدول التي شهدت حرقاً للقرآن وصوراً مسيئة لرسول الله ( لو دافعت الدول العربية والإسلامية عن القرآن لما حصل الزلزال ) ففي هكذا نظرة مسؤولة أكثر من عتاب بل إدانة لمقتدى الصدر السيّد الذي لا يفقه أسباب الزلازل ولا يرعى حرمة الموتى ولا نتائج الكوارث .


ليت مقتدى الصدر إلتزم السكوت لكن أفضل له ولحافظ على سمعته في أوساطه ولما أساء إلى العراق الذي يمثله ولا للتاريخ الذي أنجبه ولما كان محط تصغير من شأنه بعد أن علا على جميع العراقيين أحزاباً وتيارات وشخصيات حتى أن إيران المتحكمة في العراق تبعاً لأقوال العراقيين لم تستطع بناء تيار جارف كالتيّار الصدري حتى أميركا لم تحظى بأتباع من وزن مقتد الصدر .


لقد فاق مقتدى مقدرة الجميع وتمكّن منهم وحجّم أدوارهم وحدد سقوف سلطانهم وسلطتهم ومع ذلك باتت قوته في مواقف الزلزال تغريدة ضعيفة بائسة ويائسة وفاقدة لأدنى مقومات الطفل لا الرجل وهذا ما سخف السيّد وجعل منه واحداً من قرّاء الجهل ممن يتربعون على ظهور البهائم .


من المؤسف أن تدفعك هكذا مواقف إلى القذف وإستخدام عبارات غير لائقة أو إستعمال مفردات نربأ عن إستعمالها ولكن بشاعة الأقوال و الأفعال تفعل فعلها في تنشيط اللغة المتهكمة على أناس غير عاديين ويحسب لهم ألف حساب كونهم من كبار القوم ومن أسنان الرؤساء ولهم تأثير على البشر والحجر وهذا ما يجعل من أخطائهم فوادح تفضي أحياناً إلى حروب وأحياناً إلى جرائم وإغتيالات ومجازر وفتن لا حصر لها وللأسف هذا ما تتقنه أكثر الجهات الدينية في الأديان والطوائف والمذاهب كافة .


إن موقف مقتدى الصدر يشجع الجاهلين على كثرتهم في تغيب العقل وهدم أركان العلم لصالح إستمرار سياسات التجهيل والتي باتت محكومة من قبل مؤسسات ذات إمتيازات مادية ومعنوية وهذا ما أخر من تقدم الأمّة وجعلها راكدة في وحول التاريخ .


ريما طلعت صيحات سياسية ودينية من هنا أو هناك في هذه المعمورة أو تلك من قبل معممين سخفاء أو من سفلة الرعية ولكنها لم تسىء لأحد لأن أصحابها مجرد أصفار وليسوا أرقاماً كما مقتدى الصدرسيّد الأكثرية الشيعية العراقية

.
يبدو أن تمادي المعممين في السياسة بات مظلمة للدين ومفسدة له وهذا ما يستوجب الحد من إنخراط الواعظين في الشأن العام وفي مجاله السياسي والحزبي رحم الله الإمام الشيخ محمد شمس الدين الذي نهى رجال الدين عن العمل الحزبي في سياق رؤية تنويرية لدور رجال الدين كمبلغين لا كحزبيين حفظاً لدورهم في الأمّة كمشروع وحدوي لا كأدوات للتفرقة وبث السموم وهدم ما بناه رسول الله .