من بديهيات القول ان ايصال فرنجية الى الرئاسة في هذه اللحظة هو بمثابة اعطاء الاميركي وحلفائه اهم ورقة يتمناها للاستمرار بالحصار المتخيل، فيما الذهاب الى رئيس من خارج المحور ويحمل مشروع اصلاحي ولو بحده الادنى سيكون بمثابة الصفعة على خد الاميركي وهذا ما يخشاه اعداء الحزب .
 

لو سلّما جدلا بسردية حزب الله وان الازمة الاقتصادية الكارثية التي يمر فيها لبنان هي بسبب الحصار الاميركي، وان الهدف الاول والاخير من هذا الحصار بحسب السردية نفسها هو استهداف المقاومة وسلاحها، وان لا علاقة البتة للمنظومة الحاكمة بما وصلنا اليه ولا وجود للفساد والفاسدين ( ولطالما وعد حزب الله بمحاربتهم ) 


وان الغاية كل الغاية من وراء هذا الحصار الاميركي هو تدمير البلد عبر تحلل مؤسساته وبالتالي خلق فوضى داخلية تؤدي بحسب السردية الى زعزعة الاستقرار وصولا الى اضعاف بيئة حزب الله وانفضاض الناس من حوله تمهيدا لفرض الشروط الاميركية عليه ومن خلفه على كامل المحور.

 

فلو سلمنا جدلا بان هذا السيناريو المتخيل هو امر واقع، وان هذا ما يدور تماما في العقل الاميركي الشرير، يبقى السؤال الكبير هنا كيف يواجه الحزب هذا المخطط الشيطاني وما هي الادوات التي يريد من خلالها كسر هذا الحصار المفروض على لبنان ؟؟ ، او على اقل تقدير ماذا يفعل حزب الله لسحب الاوراق التي من خلالها يتذرع الاميركي لتنفيذ خططه ؟؟


 
هنا لا بد من استحضار مرة جديدة اللقاء المشهور الذي حصل بين صدام حسين والسفيرة الاميركية في العراق يومها، ابريل غلاسبي، والتي اوحت الاخيرة لصدام حسين بضوء اخضر اميركي لاجتياح الكويت، ليكون هذا الاجتياح هو الحجة التي استعملتها اميركا للانقضاض على صدام وحكمه وجيشت العالم ضده 


الدور نفسه يمكن ان تكون تلعبه السفيرة الاميركية بالايحاء للرئيس بري وخلفه محور الممانعة بعدم وجود فيتو اميركي على وصول سليمان فرنجية للرئاسة، هذا اللا فيتو المعلن من السفيرة الاميركية مؤداه امرين اثنين، الاول المزيد من تمسك الممانعة بفرنجية مع صعوبة ايصاله مما يعني تطويل امد الفراغ الرئاسي، وبالتالي المزيد من التدهور والسقوط بجهنم وبالتالي تحقيق الهدف الاميركي باخذ البلاد الى الفوضى.

 

الامر الثاني هو امكانية ايصال فرنجية، وهذا يعني اعادة تمديد لعهد ميشال عون من خلال ايصال رئيس جمهورية من المحور عينه، مما يعني اعطاء اميركا والدول العربية وبالاخص دول الخليج وخلفها كل الدول المانحة ورقة دسمة للاستمرار بادارة الظهر وعدم مد يد العون ومساعدة لبنان اقتصاديا مما يعني الاستمرار بالسقوط والوصول الى الفوضى وتحقيق السيناريو الاميركي.

 

فمن بديهيات القول ان ايصال فرنجية الى الرئاسة في هذه اللحظة هو بمثابة اعطاء الاميركي وحلفائه اهم ورقة يتمناها للاستمرار بالحصار المتخيل، فيما الذهاب الى رئيس من خارج المحور ويحمل مشروع اصلاحي ولو بحده الادنى سيكون بمثابة الصفعة على خد الاميركي وهذا ما يخشاه اعداء الحزب .