لبنان الكبير اليوم مُعطّل بقدرة قادر، وليس صدفةً، أو أنّه يمرّ في مرحلة طارئة أو عارضة، بل هو ينحدر بسرعة قياسية نحو الإنهيار الشامل، ولعلّه في طريقه نحو الزوال، فالدولة باتت بلا رأس مع الشغور الرئاسي لأكثر من ثلاثة أشهر، والحكومة مُقيّدة بصلاحيات ضيّقة، والمجلس النيابي بات في حكم الشلل التام لفقدان النصاب القانوني لعقد جلساته، في المقابل لا أحزاب سياسية وطنية تحمل رؤى وتطلعات وبرامج وإمكانيات للمواجهة، ولا هيئات ومنظمات مدنية أو دينية تمتلك زمام المبادرة للإنقاذ والنهوض من العثرات المتراكمة، هذا في حين تتضافر القوى السياسية الفاسدة والقوى الطائفية والمذهبية مع فلول الميليشيات في جهودها المتواصلة لانهيار مؤسسات الدولة الشرعية، وزوال النظام وهدم الكيان، وهذا يجري بقيادة حزب ديني مُؤدلج، وموضوع في خدمة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث تتشابك المصالح الإقليمية والدولية مع مصالح داخلية مشبوهة وموبوءة، ممّا أدخل لبنان في جهنمٍ من المصائب والكوارث.


المُضحك المُبكي، أنّ من كان يجب أن ينكفئ ويلوذ بالخزي والعار بعد ستّ سنواتٍ من العهد العوني البائد، المتحالف مع الحزب الواحد الحاكم (حزب الله )، وهو كما لا يخفى على أحد، رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، هذا الولد الهجين في عالم السياسة اللبنانية، المُدلّل عند سيده أمين عام حزب الله، لا ينفكّ عن الظهور بإطلالاته التلفزيونية، أو عبر بيانات تياره المُتهالك التي تنضح بالخداع والمكر والنقائص،  وسِقط القول وقِلّة الأدب والحياء.


خطب يزيد بن المُهلّب في واسط بالعراق فقال: يا أهل العراق، يا أهل السَّبق ومكارم الأخلاق، إنّ أهل الشام في أفواههم لقمةٌ دسمة، قد زبّبت لها الأشداق (اجتماع الريق في الأشداق) وقاموا لها على ساق، وهم غير تاركيها لكم بالمراء والجدال، فالبسوا لهم جلود النمور.