حاول الوزير السابق جبران باسيل اليوم أن يُظهِر لفلول التيار الوطني الحر، أنّه ما زال قادراً على الإفلات من ربقة تفاهم مار مخايل مع حزب الله، وأنّه يمتلك زمام أمره، فلا احد يستطيع أن يفرض عليه انتخاب رئيس جمهورية "فاسد"، ومعه رئيس حكومة فاسد، ومعهما حاكمٌ للمصرف المركزي أفسد منهما، وما زال قادراً على مقاطعة جلسات حكومة تصريف الأعمال، وقادراُ على مقاطعة جلسات تشريعية لمجلس النواب، ومن أعاجيب هذا الزمن أنّ باسيل تمكّن من الكذب، ونسج الأحابيل، وارتكاب الموبقات وشتى أنواع الفساد لأكثر من عشر سنوات، ويعود الفضل في ذلك لعمّه الجنرال ميشال عون، والد زوجته، لا لفطنته وذكائه وعبقريته، ممّا أتاح له الوصول إلى السلطة بفضل حليفه في تفاهم مار مخايل حزب الله، ممّا سمح له تبوؤ مناصب نيابية ووزارية وإدارية لأكثر من عشر سنوات، وصولاً إلى رفع الجنرال ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى عام ٢٠١٦، ممّا أوقع البلد في أتون الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية والإنمائية والأمنية والقضائية، وما زال يتخبط فيها حتى الآن، ورغم ذلك لا يرعوي باسيل في إطلالاته السقيمة العقيمة، من إطلاق المزيد من الأضاليل والأوهام، التي لا تروي غليلاً، ولا تشفي عليلاً، وآخر تجلّياته اليوم دعوته لحزب الله للتخلي عن مرشحه "الفاسد"، وهو يعني بذلك الوزير السابق سليمان فرنجية، دون أن يُسميه بالطبع.


كلّا، وألف كلا، يا سيد باسيل، لم يستغفل السيد حسن نصرالله عمّك الجنرال عون في تفاهم مار مخايل عام ٢٠٠٥، لم تكونوا أغبياء ولا مستضعفين، ولا مُكرهين، كُنتم بكامل هيئتكم،  وقواكم العقلية، ذميّين حقيرين، أعطيتم بيدكم إعطاء الذليل في سبيل السلطة والنفوذ والمال والزعامات الكاذبة، والشعارات البراقة الفارغة، ممّا أدّى بالبلاد إلى الإنهيار الشامل والدمار الماحق، وهذا بفضل تفاهم مار مخايل وبركاته، وبفضل قياداتكم العمياء الجهلاء، وادعاءاتكم الرعناء.
أما آن لكم أن تنتهوا وترعووا، أما لِليل هذا البلد من آخِر؟