أعلنت " إسرائيل " أنّها بدأت بتصدير الغاز من حقل كاريش لتصبح من ضمن الدول النفطية في حين أن لبنان سكت عن وعوده المطمورة في بحر من حقول السراب ليدخل نادي الفقر ومن أبوابه الواسعة في ظل تناسي سياسي للسلطة السياسية وتساكت شعبي لا مثيل له إعتاد على الجُبن مخافة الوقوع تحت فأس السلطة .


أن تتناسى السلطة ما وعدت به أمر طبيعي لعادة إعتادت عليها وهذا ما تتقنه في تعاملها مع شعب يغفو على رجليها ولا تهابه أو تخشاه كونه مطواع إصبعها . ولكن أن تسكت القوى الرديفة للسلطة والتي تلعب دور المعارضة لها عن حقول نائمة في لجج البحر ودون أن تحرك ساكناً وهي تسمع أصوات ناقلات الغاز من كاريش ولا تهتم وكل ما تتقنه فلسفة الإدانة لسلطة متمرسة ومستعصية على هذه الفلسفات .


غاب تيارعون – كاريش لم يعد بالنسبة لباسيل سبباً لتقاسم الغاز في لبنان كما كان مندفعاً عندما كان حاكماً للقصر وكل ما يرجوه وفاء أميركا له  بإسقاط العقوبات وتنظيف إسمه من لوائح الشياطين الفاسدين .

حتى حكومة كاريش غائبة عن السمع وغير معنية بالثروة النفطية وهذا بداعي التوزير السياسي والحزبي والطائفي والذي يجعل الوزراء مجرد أسماء متحركة لا أكثر .


على من يلقي الفقير لوم فقره على أغنياء السلطة أم الطائفة أو أحزاب العملة الصعبة ؟


سؤال مفتوح على إيجابات غير متوفرة طالما أن الفقير صوت غير مسموع وهو تنهيدة ميت وسط ركام هائل لذا ثمّة تدمير ممنهج لكل من لا يملك عملة صعبة تخوله العيش بلبنان الجديد وليد الدويلات الطائفية والحزبية  .


العدو المهزوم بدأ بإستخراج النفط من كاريش ولبنان المنتصر يحفر عميقاً في نار جهنم لا أحد يعرف فك هذه الأحجية كيف يصبح المهزوم صاحب ثروة هائلة والمنتصر يصبح فقيراَ مدقعاً ؟


طبعاً فرق الزجل الطائفي والكورس السياسي الحزبي يستطيع حل كل الألغاز و الأحجية ومهما كانت صعبة أو مستحيلة طالما أنّه يرضع من أثداء عجول مزرعة الطائفة وهو يرى الإنهيار الشامل علامة مضيئة من علامات الإنتصار على الأعداء وما يحيط لبنان من نيران ما هي إلاّ مطر من بشارة السماء للأرض .


لا أحد يستطيع لجم صعود عدو أميركي إسمه ( دولار ) إلاّ إذا كان مدولاراً عملة وعمالة ولا أحد بقادر على توفير سُبُل العيش الكريم من التعليم إلى الطبابة ومتطلبات الأمن الغذائي ويتمسكون بالسلطة وبشراسة دون كفاءة منهم أو جدارة ومع ذلك يدعون وصولاً إلى زُحل بفشخة واحدة .


ما أسوا أن تكون وسط هذا التهريج السياسي والطائفي والشعبي وبين مهرجين مزعجين لا يملكون حتى مواصفات المهرجين المضحكين فكل أعمالهم مبكية ومدخلة لجهنم حتى أن زبائنهم أمثالهم لا يتمتعون بحس الفكاهة .