في كتاب مايك موبيو وزير خارجية أميركا في عهد الرئيس ترمب كشف عن حقائق وتسريب لمعلومات من المفترض أن تبقى في بئر الأسرار ولكن من عادة الأمركيين فضح المستور وهذا ما يضع المتعاملين أو المتحالفين أو المتعاطين معهم في دائرة الإستهداف الشخصي .


ما يهمنا الآن ما ذكره كتاب موبيو عن مسؤوليته المباشرة في إغتيال الرجل الأوّل في إيران قاسم سليماني بعد إقناع الرئيس ترمب في ذلك دفعاً منه لنشاط إيران اللامحدود في منطقة الشرق الأوسط والذي يلعبه سليماني ولا إمكانية لغيره في لعب هذا الدور المتعدد الأنشطة .


يقول بومبيو بأن المطلوب فرملة إندفاعات إيران في المنطقة وضربة موجعة على الرأس ولكنها لا تقطعه على أن نجدّد بعد قتل سليماني معاودة الإتصال بالإيرانيين للتفاهم مجدداً .


كما أن كتاب مايك يكشف عن حوار دار بينه وبين رئيس وزراء العراق الأسبق حيدر العبادي وفيه : أنت تريد أخذ مالي ولكن سليماني يريد أخذ حياني )) مما يعني أن الموقف العراقي الرسمي والمتمثل بشخص أعلى سلطة عراقية وموقف الحزب والكتلة التي ينتمي إليها ويمثلها العبادي ترى في الأميركي لصاً في العراق يريد سرقة الثروة العراقية في حين أن إيران تريد قتل العراق وشتان ما بين اللص والقاتل .


هذا الحوار الذي كشف كتاب مومبيو عنه مع حيدر العبادي يثير زوبعة أكثر من سياسية في العراق رغم معرفة إيران المسبقة للهويات السياسية العراقية وهي تعلم كل العلم أن أغلبية السياسيين الشيعة يكنون العداء لها ولكنهم لا يحسنون الوقوف ضدّها خوفاً منها وطمعاً بسيطرتها وسلطتها المباشرة على العراق .


 من الصعب بعد كتاب مومبيو وصول العبادي إلى رئاسة الحكومة أو التحرك بحرية في العراق ويبدو ان ثمّة موجة عراقية مشابهة لموجات الهجرة السياسية أثناء حكم صدام حسين لشخصيات بارزة ستعود إلى المنفى أو إلى بلدها الثاني في مرحلة ستشتد فيها الخلافات في المنطقة وفي العراق تحديداً وكلما أوغلت إيران في الحرب الأوكرانيا كلما إشتدت الأزمات في الدول التي تحتد فيها الولاءات لإيران .


وتبدو زيارة رئيس وزراء العراق لفرنسا على خلفية شراء طائرات مقاتلة في ظل إفتقاد العراقيين للحياة الكريمة جرّاء الأزمة الإقتصادية الشبيهة بالأزمة اللبنانية في الإتجاه الذي يكرس سياسة الإستقواء المفتوحة بين السياسيين لا الحلول المرتبطة بصحة العراقيين وهذا طبع الدول والأنطمة المستبدة والعسكرتارية العربية التي ترى بقاءها في السلطة مرتبط بقوّة شرائها لأدوات القتل بدلاً من الإعتماد على أدوات الحياة التي تصنع قوّة إقتصادية لصالح الشعوب لا قوّة عسكرية لصالح الأنظمة المستبدة والشخصيات الهتلرية .