يواصل الشيخ بهاء الحريري، نجل الرئيس الراحل الشهيد رفيق الحريري، لقاءاته التشاورية ذات الطابع السياسي والإنمائي والاجتماعي، مع شخصياتٍ لبنانية، على اختلاف مناطقها وطوائفها وفئاتها، ومشاربها السياسية والاجتماعية والثقافية، والتي توافدت للقائه في قبرص، وذلك في أصعب الأوقات التي يمرّ بها لبنان في هذه الأيام الحالكة، والتي يُعاني فيها اللبنانيون من وطأة طبقة سياسية فاسدة، دمّرت البلد وما زالت على دأبها في دفعه نحو الإنهيار الشامل والدمار، وربما لا سمح الله للزوال نظاماً وكياناً، والشيخ بهاء الحريري يُحاول عبر مُبادرته الحوارية والتشاورية هذه، فتح كُوّةَ أملٍ أمام مُتابعيه وأنصاره ومؤيديه، ومن الجموع التي ما زالت على ولائها لنهج والده الراحل الشيخ رفيق الحريري، ومسيرته المباركة، والشيخ بهاء مؤمنً كما يبدو من طروحاته المُقارِبة للوضع اللبناني المأزوم، بوجود بصيص أملٍ بالخروج من نفق الأزمات السياسية والاجتماعية والاقتصادية المحتدمة، وذلك بالوحدة الوطنية والإعتدال، والصبر والكفاح والحفاظ على الدولة، وصيانة مؤسساتها الدستورية، وإداراتها وأجهزتها القضائية والأمنية والعسكرية، والحفاظ على استقلالها، وهذا كما لا يخفى على أحد، يتطلّب ولاءً وطنياً خالصاً، وإرادة حازمة، وشجاعة أدبية ما زالت راسخةً في ضمير الشيخ بهاء، والموروثة من سيرة والده الشهيد، كما يتطلّب تضحياتٍ جسيمة، علّها تُكلّل بالنجاح الموعود، وذلك بتضافرها مع سائر المكونات السياسية الهادفة لخلاص هذا البلد المنكوب، ولله الأمرُ من قبلُ ومن بعد.