يبدو الإنتظار لإنتخاب رئيس للجمهورية مرتبط بعوامل خارجية أكثر مما هي داخلية بالنسبة لتحالف الممانعة الذي يرى ضرورة توفير موافقة عربية وسعودية تحديداً لجعل الإستحقاق الرئاسي ممكناً بغية تفادي ما وقع به في تجربة الرئيس ميشال عون السيئة الذكرعربياً وغربياً ولجعل الرئيس الجديد مقبولاً من قبل الدول المعنية بالشأن اللبناني. حتى اللحظة لا أحد ينافس سليمان فرنجية في رئاسة الجمهورية بالنسبة لفريق الممانعة وخاصة بالنسبة للثنائي الشيعي الذي قرر التمسك بفرنجية ولو أدّى ذلك إلى إطالة عمر الإستحقاق الرئاسي ويبدو أن الثنائي على إطمئنان بتأمين الأصوات المطلوبة لإيصال فرنجية إلى قصر بعبدا وحزب الله ترك لحليفه جبران التمادي في رفض فرنجية ريثما يحصل ما يحتاجه الحزب من مواقف خارجية داعمة لفرنجية رئيساً لتفادي ما سببه مجيء عون من مآسي لعدم الحصول على التأييد المطلوب . يتكل حزب الله على الدور الفرنسي في تلين مواقف المملكة وتهيئة ظروف دولية مساعدة على ذلك وإلاّ لا مانع عنده من تكرار التجربة السيئة بالإتيان برئيس لا يستند إلى مقبولية عربية ويعكس بشكل واضح وفاضح سياسة المحور الذي ينتمي إليه . إن هذا الإتكال من صنع السياسة المتبعة والتي لا ترى في الرئاسة إلا رئيساً واحداً و وحيداً لا منافس له وعلى القوى المعترضة داخلياً أن تلتزم بهذا الخيار كما إلتزمت به من قبل وعلى الدول العربية إعادت إلتزامها بلبنان من موقع الإعتراف بسلطة الممانعة فيه ومن صنع القوّة التي يتمتع بها الثنائي الشيعي الضامن لأكثرية نيابية لحظة الإستحقاق الفعلي للإستحقاق وعندها سيشهد المجلس النيابي حقيقة ما تخفي الممانعة من أكثرية وسيكون جبران باسيل والكتلة التي وفرها له حزب الله جزأً من هذه الأكثرية . حتى اللحظة لا إهتمام سعودي بالوضع اللبناني طالما أنّه على سيرة الممانعة وما إستطاعت الضغوطات الفرنسية على السعودية فعل شيء وهذا ما جعل من الإستحقاق إستحقاقاً مؤجلاً وكانت الرسالة السعودية في إجتماع دار الفتوى واضحة في مواصفات الرئيس السيادية . تنفرد القوّات اللبنانية وحزب الكتائب في ملاقاة المملكة في عدم إمكانية إنتزاع موقف مؤيد لمرشح من محور الممانعة وهذا ما يجعل الرئاسة موضوع نزاع صعب وليس من السهولة تمريره كما مرّ من قبل الجنرال ميشال عون . أمام تعنّت الممانعة وثبات السيادة يبدو الرهان المقطوع الحساب من قبل الممانعين على السعودية خاسراً كما أنّ الرهان أيضاً على دكّ البلد دكاً جديداً برئيس بمواصفات عونية كارثة الكوارث ويبدو التصعيد القائم ما بين رئيس لا يطعن ظهر المقاومة وبين رئيس لا يكون جليساً على كرسي المقاومة غب الطلب للبحث مجدداً عن إطار تنسيقي جديد للكيان اللبناني وهذا ما يلبي النوايا المضمرة للدويلات الطائفية .