تجديد الثقة بالحريرية الوطنية بمسار يحتضن قضايا الناس الوطنية والاجتماعية
 

أفرزت مواقف بهاء رفيق الحريري الصادرة عنه خلال لقائه الوفود اللبنانية في قبرص خطّاً سياسياً وطنياً امتدّ عبر زُرقة البحر المتوسط ليلامس قلوب وعقول اللبنانيين الذين يتابعون باهتمام مجريات هذه الاجتماعات وما سينتج عنها من اتجاهات يأملون أن تساهم في ملء الساحة بالعمل والإنجاز، وفي مواجهة تداهيات الانهيار الاقتصادي الاجتماعي المتفاقم.

ومع اتضاح المشهد الوطني في قبرص، وتواصل اللقاءات ذات الطابع العملي والفعّال والشامل لمختلف القطاعات مع فتح أبواب النقاش حول كيفية توفير الصمود الاجتماعي والصحي والتربوي وإطلاق حراك يستجيب لمتطلّبات السيادة الوطنية كعنوان ثابت، وبين تأمين مستلزمات الصمود لشعبٍ قدّم التضحيات من قياداته الحُرّة وأبنائه في محطات النضال المتواصلة منذ استشهاد المفتي حسن خالد ولم تنته باستشهاد الكبير رفيق الحريري.


تجديد الثقة بالحريرية الوطنية

من يتابع تفاصيل لقاءات الشيخ بهاء الحريري يرى أنّها تتميّز بالالتحام مع قضايا اللبنانيين، سواء فيما يتعلّق بالثوابت الوطنية الكبرى، أو بما يترتبط بالشؤون المعيشية اليومية، لتكون الخلاصة بأنّه لا يمكن الوصول إلى الاستقرار والازدهار بدون السيادة والاستقلال وانتصار مشروع الدولة على الدويلة، وأنّ هذا المشروع كان أساس ما حمله الرئيس الشهيد رفيق

الحريري للبنان.

الملاحظة المهمّة في سياق ما يجري في قبرص، هو ذلك الإحياء التجديديّ الذي يقدّمه بهاء الحريري للحريرية الوطنية، وفق رؤية تستند إلى القواعد التأسيسية للاعتدال والحكمة والشراكة ورفض التطرّف من جميع المنابت والجهات.

لم تغب الشراكة الإسلامية المسيحية عن جوهر للقاءات بهاء الحريري التي سادها نقاش فكريّ وثقافي وسياسي محوره كيفية الحفاظ على اتفاق الطائف والدستور ومنع الانزلاق إلى مهاوي التطرّف الذي يحاول مشروع الدويلة فرضه على اللبنانيين تحت ذرائع كثيرة.

أكّدت نوعيّة اللقاءات في قبرص أنّ اللبنانيين عموماً وأهل السنة خصوصاً، ما زالوا متمسِّكين بالحريرية الوطنية، وأنّهم مع نهجها العميق والحقيقيّ المتمسِّك بالثوابت والرافض للتنازلات، والمتواصل مع الشعب من دون سقفٍ ولا حسابات ضيّقة، ومن دون استغلالٍ لآمالهم وأوجاعهم وحاجاتهم في زمن الانهيار، فالواجب يقضي بالتكافل والتضامن، وبهذه الروحية يتعامل بهاء الحريري مع الشعب اللبناني.
أطباء، محامون، مهندسون، أساتذة جامعيون، قطاعات المجتمع ونخبه الاقتصادية والتنموية والثقافية، وجدت واحتها الآمنة في رحاب اللقاءات مع بهاء الحريري، حاملين معهم همومهم وقضاياهم التي تعكس أولويات اللبنانيين في أوضاعها الراهنة شديدة الصعوبة والتعقيد.

تتميّز لقاءات قبرض اللبنانية بأنّها دافئة وصادقة، تسودها المحبة وتعلوها بشائر التعاون والتلاقي حيث تتراجع الأنانيات وتتقدّم التضحيات، ومن هناك تضيء منارة رفيق الحريري لتلاقي انتظارات شعب شارك في نضاله وقدّم الشهداء على مذبح الوحدة والشراكة الوطنية.

أفقٌ جديد أعطته لقاءات قبرص اللبنانية تنطلق مما يمتلكه بهاء الحريري من قدرات في علاقاته الدولية والعربية والإقليمية، وما يحظى به من احترام في عواصم القرار، بما يمكِّنه من وضع قواعد صلبة لمشروع الإنقاذ المرتقب بكلّ واقعيّة وجدارة واقتدار.