بادر بعد سؤال شخصي إلى معاينة حالة الإنتظار في سياق المشروع الإلهي ضمن سرد روائي وقرآني إفتقد فيه لمنطق المصادر المعتمدة في تحليل وتعليل ظاهرة الإنتظار لآخر أئّمة أهل البيت ولم يكتف بذلك بل إنّه أعاب على المؤمنيين بإنتظار الإمام المهدي إنتظارهم خارج المشروع أي محاكاة الفهم الشيعي التقليدي بفورة حداثوية تعتمد فوض المفاهيم وتستند في ذلك إلى تبريرات وهمية غير مرتبطة أو متصلة بواقع ولا هي على علاقة بالسياق التاريخي المنقول . يفتقر الشيخ لحكمة الشيخ ربما صغر السن وعجل التزيّن بعمّة الرأس أو الجرعة السياسية الزائدة أوهمته بقراءة الأحداث وفق منطوق خاص متلبس بعقال العقل فأوغل في تربة الوجود البشري وفي جذره التاريخي التافه إذا ما إرتبط بمشروعية الإنتظار الحركي داخل ساحة التمهيد من موقع القيادة التي منحها الله للمستضعفين عندما جعلهم إئمة . لا معنى للحياة بدون التفرّغ لمشروع الإنتظار وتصبح أرخص من الرخص إذا ما اقترنت بصنعة الدور الوظيفي المحرك للوجود الشيعي في كونه الشمعة التي ستملأ عتمة الغرب من حيث إنطفائه اليومي بفعل الفواحش ما ظهر منها وما بطن . ما أتفه الحياة لولا هذا المشروع وما أحقر الإنسان دون إنتظار المنتظر في سياق هذا المشروع وهذا ما دفعه إلى العمّة بعد أن قرر الخروج من الحوزة لصعوبة الثقل والحمل ولكنه إرتضاها بعد بدا له أن الله إختاره إماماً من إئمة قيادة المشروع . طبعاً حتى نهاية الموعظة لم أفهم عن أيّ مشروع يتكلم لأنّه تحدث بلغة الواثق بأن من يستمع إليه يعلم تمام العلم عن أيّ مشروع يشير بعد أن سرد بطريقة إفتراضية وبنى على إفتراضه حقائق أسلم لها ورددها كمسلمة سائدة وثابتة بعد أن أسقط عليها شواهد تاريخية ونصيّة لا علاقة لها بمسلمات إفتراضاته . بدون جدل يستسهل المنتفخون بعلم الجهل صياغة الحياة وبطريقة يقينية لا تشوبها شائبة ولا تعتريها شكوك وهذا ما يجعل السهل في التسليم لا في التعقّل وما مثال الشيخ إلاّ تبريز لصورة باتت ظاهرة في مجتمع يستصعب الصعب فيؤجله ويستسهل السهل فيسلكه وهومطمئن الضمير بعد أن كسب في السهل مؤونة الحياة وراهن على الصعب كي يركب ظهر الآخرة . ينتشر الوعظ الديني بطريقة غوغائية غير متصالحة مع النصوص ولا هي متصلة بالتجربة الإسلامية التي تعيب على الواعظين إسرافهم في سوء الفهم وتحميل التاريخ آثام جسام جديدة في إستخدامه التبريري لأقوال و أفعال ناشطة في عملية الهدم لا البناء.