الصادم في هذا السياق، هو اكتشافنا أن للمجلس الشيعي الغارق حتى أذنيه بأبشع طرق الفساد والمحسوبية والتوريث والسرقات والتهرب الضريبي والتعطيل حتى بات اسم هذا المجلس يشكل وصمة عار على جبين الطائفة، صار له وظيفة جديدة غير إعلان بداية شهر رمضان والرد على البطريرك الماروني ( غب الطلب )، وهو الدفاع عن شرف الشيعة
 

يكاد المستمع لعشرات بل مئات وآلاف الردود التي انهالت على تلفزيون الجديد بعد المقطع التافه لبرنامج داليا احمد وما ورد على لسان الممثلة التافهة " بتول "، أن يعيد النظر بالامتعاض الذي كان انتابه كجنوبي مما ورد في الاسكتش التافه، وتطاول عن قصد أو عن غباء على اعراض نساء الجنوب ( شيعة وغير شيعة ) 


فالمدقق بما جاء على لسان كثير من التافهين الجنوبيين الشيعة افرادا وجماعات ومعممين وعلى راسهم ما يسمى بالمجلس الشيعي، كرد مفترض على التفاهة الاولى، يدرك ببساطة ان الموضوع تخطى كثيرا نقطة " تناول الاعراض " او فكرة " اختلاط الاعراق " وبالطبع تخطى النقطة الاهم وهي " علاقة الجنوبيين مع قوات اليونيفل " والمفترض انها محور النقاش 


ليكتشف المتابع، أن ما أثار حنق معظم الردود التافهة، هو تجرء غير شيعي على المساس بالطائفة، فالشيعة هم فقط من يحق لهم هتك اعراض  الآخرين والشيعة فقط من يحق لهم تصنيف الآخرين رجالا ونساءا، وهذا لا يختصر على سيدات جونية والمعاملتين ولا على شواطئ جبيل وانما على داليا احمد ايضا ومن خلفها مريم البسام ومعهما كل متعلقات تحسين الخياط كونه صاحب المحطة، فمعظم المستنكرين والمدافعين عن عرض وشرف الجنوبيات لم يجدوا غضاضة بالنيل وقذف كل هؤلاء ومن لف لفهم، 


ليتحول المشهد بعد ذلك الى حفلة سباب وشتائم، ومن لا يرضى بالمس بعرضه نراه يهتك اعراض الآخرين ببساطة، فتحول اغلب من ركب الموجة وعلى الضفتين الى " بتول " بوجه آخر.

 

الصادم في هذا السياق، هو اكتشافنا ان للمجلس الشيعي الغارق حتى أذنيه بأبشع طرق الفساد والمحسوبية والتوريث والسرقات والتهرب الضريبي والتعطيل حتى بات اسم هذا المجلس يشكل وصمة عار على جبين الطائفة، صار له وظيفة جديدة غير إعلان بداية شهر رمضان والرد على البطريرك الماروني ( غب الطلب )، وهو الدفاع عن شرف الشيعة !!!.

 

 وبالطبع هذا " الشرف " المتعلق حصرا بالجنس أما ما خلى ذلك من فقر وعوز وفوضى وجهل وتخلف وامراض وضياع ومخدرات وكبتاغون وإخلال بالنظام العام وسرقة المشاعات والاوقاف فمسكوت عنه.


 
ختاما، اذا كان كتاب الفيلسوف المسلم ابن رشد قد اسماه "تهافت التهافت" والذي رد فيه على كتاب الغزالي المعنون ب "تهافت الفلاسفة"، فيمكن ان نعنون كل هذه الجلبة وما تضمنته من الحلقة التلفزيونية وما تبعها من حفلة ردود لا تقل انحطاطا عنها ب " تفاهة التفاهة " .