فاننا ننصح من اتى بالنائب جرادي وحمله الى الندوة البرلمانية ان يتحمل مسؤوليته، وبالاخص هنا رفاق تيار التغيير في الجنوب ، الى اصدار بيان توضيحي للرأي العام الجنوبي وللناخب التغييري في الجنوب يكون بمثابة اعتذار ويتضمن التبرؤ من هذا النائب والقول صراحة انه لم يعد يمثل التغييريين ولا 17 تشرين ... وهذا اضعف الايمان .
 

صار واضحا وبعد مرور اكثر من ستة اشهر على انتخاب النائب "التغييري" عن دائرة الجنوب الثالثة الياس جرادي، انه يشبه كل شيء الا التغيير والتغييريين، حتى أن الامتعاض والتأفف من سلوكه وتموضعه السياسي منذ لحظة إعلان فوزه وحتى كتابة هذه الكلمات لم يعد يقتصر على النخب والناشطين الذين استبعدوا او ابتعدوا عن اجواء الانتخابات الماضية، وانما وصل الامر الى الذين ساهموا وعملوا على إنشاء لائحة "معا نحو التغيير" التي فاز جرادي بأصواتها وجعلته نائبا.

 

بات معلوما ان قوى المعارضة في الجنوب انقسمت على نفسها في فترة الانتخابات، وساد رأيان مختلفان يومها واحد يقول بأن تحقيق الخرق هو الهدف الاساسي للائحة، بعيدا عن السقف السياسي ووضوح الرؤية، بل أصر "الرفاق" المعنيين بتشكيل اللائحة يومها ومن اجل تحقيق هدف الخرق المزعوم، للتنازل إلى حد الانبطاح والتسليم بكل ما لا يزعج الثنائي امل – حزب الله إن من خلال قبول اسماء المرشحين أو من خلال رسم خارطة التحالفاتْ، فوضعت الفيتوات على الاسماء التي تزعج الثنائي بل على من قد تزعج حلفاء الثنائي ( الشيوعي ) فاستبعدت على سبيل المثال لا الحصر الناشطة نعمت بدر الدين واضحى التحالف مع القوات من المحرمات، فيما كان الرأي الاخر يقول بضرورة خوض الانتخابات بوضوح سياسي وسقوف لا يعتريها الريب في محاولة لاستغلال لحظة هيجان جماهيري وموجة امتعاض تسونامية مما وصلت اليه الاوضاع المعيشية واستعداد الناخب الجنوبي الى كسر تابو الثنائي وتحميلهما مسؤولية ما نمر به من تدهور حياتي.

 

الآن وبعيدا عن تحميل المسؤوليات وبعد ان تبين خطأ التوجه الاول الذي انتج لنا نواب على شاكلة الياس جرادي، لا لون ولا رائحة ولا يشبه البتة من انتخبوه وتأملوا بتقديم نموذج مختلف عن نواب الثنائي في الجنوب، فإن من المهم اليوم الاشارة الى خطورة هذا النموذج على مستقبل المعارضة في الجنوب، فإن الخرق وبالتالي تقديم شخصية غير تغييري ( حتى لا اقول اسوأ من الموجود )، هو اكثر إحباطا بالاف المرات من عدم الخرق.


 
فإذا كان المعنيين بتشكيل لائحة " معا نحو التغيير "، كانوا يأملون بان يتحول مجرد الخرق الى مدماك يبنى عليه ويراكم ليؤسس لحركة اعتراضية جنوبية اكثر فاعلية، فيجب التنبيه هنا الى ان نموذج جرادي والاستمرار بكونه ممثلا للمعاضة ول 17 تشرين وهو مصرّ على الارتماء في احضان الثنائي، ويصرّ على مواقف هميونية سياسية لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، فإننا سوف نصل الى الانتخابات القادمة والناخب الجنوبي يفضل علي حسن خليل ومحمد رعد وحتى علي عسيران الاكثر وضوحا منه.

 

وعليه فاننا ننصح من اتى بالنائب جرادي وحمله الى الندوة البرلمانية ان يتحمل مسؤوليته، وبالاخص هنا رفاق " تيار التغيير في الجنوب " ، الى اصدار بيان توضيحي للرأي العام الجنوبي وللناخب التغييري في الجنوب يكون بمثابة اعتذار ويتضمن التبرؤ من هذا النائب والقول صراحة انه لم يعد يمثل التغييريين ولا 17 تشرين ... وهذا اضعف الايمان .