وعليه فإن النتيجة الحتمية الآيلة اليها الامور في إيران اليوم هي نهاية نظرية ولاية الفقيه، فحتى لو استطاع الخامنئي ( 84 عام ) الاستمرار في السلطة بالحديد والنار فانه حتما سيكون اخر ولي فقيه يحكم ايران .
 
صحيح أن من المبكر الحديث عن سقوط نظام الولي الفقيه في ايران على ايدي المنتفضين الذين دخلوا شهرهم الثالث، إلا أن الصحيح ايضا ان المشاهد القادمة من شوارع طهران والتي تنبىء أن حجم الاحتجاجات وتوسعها وآلياتها المبتكرة ووتيرتها التصاعدية من تطيير العمائم مرورا بنزع الحجاب واحراق مراكز الحرس والباسيج والحوزات الدينية ووصولا الى الاضراب العام واقفال الاسواق ينبىء أيضا بأن ما يحصل في ايران ليس بالشيء العابر وما الخطوة التراجعية التي اضطر النظام الى اللجوء اليها من خلال حل ما كان يسمى ب " شرطة الاخلاق " الا خير دليل على ان الامور تسير بالاتجاه الصحيح. بالتأكيد ان نظام الملالي هذا، سوف لن يتهاون مع المحتجين وسوف يلجأ الى كل ما تيسر له من بطش واستبداد ( بحسب وصف بدرية خامنئي اخت المرشد )، وسوف يمارس اعلى درجات القمع والتنكيل والاعدامات والاعتقال " قربة الى الله "، فهذا النظام الذي ملأ شوارع ومدن سوريا بالدماء من اجل بقاء قاتل كبشار الاسد بوصفه الحليف، فما بالنا إذا ما كان التهديد يطال نفس النظام الآن. يبقى لا بد من الاشارة هنا الى ان الاحتجاجات في ايران هذه المرة، هي غير سابقاتها وانما تطال شرعية النظام لا سلوكياته او سياسته وهذا تحول كبير، يمس بأسس شرعية النظام وبالاحتضان الشعبي الذي لطالما تغنى به نظام الجمهورية الاسلامية، فالتغيير المنشود هذه المرة هو تغيير النظام عينه واسقاط نظرية ولاية الفقيه التي لم تجلب للشعب الايراني وشعوب المنطقة الا الويلات والفقر والحروب والتخلف وتبديد الثروات. إن سقوط نظرية "الحكم الاسلامي " عبر ولاية الفقيه عند شريحة كبرى من الشعب الايراني، لهي اعظم بما لا يقاس من مجرد سقوط المرشد والاتيان بفقيه غيره، بمعنى آخر فإن احراق نظرية ولاية الفقيه التي تجري في شوارع ايران بعد ان اثبتت فشلها وعقمها وركاكتها أهم من مجرد سقوط المرشد علي خامنئي نفسه، وعليه يمكننا الادعاء بأن الاحتجاجات في ايران هذه الايام هي احتجاجات معرفية اكثر منها احتجاجات مطلبية. وعليه فإن النتيجة الحتمية الآيلة اليها الامور هناك هي نهاية نظرية ولاية الفقيه، فحتى لو استطاع الخامنئي ( 84 عام ) الاستمرار في السلطة بالحديد والنار فانه حتما سيكون اخر ولي فقيه يحكم ايران .