اولاً: حديث الفخ...


حدّث يحي بن عبدالعزيز عن وهب بن مُنبه، قال: نصب رجلٌ من بني إسرائيل فخّاً، فجاءت عصفورة فوقعت عليه، قالت: ما لي أراك مُنحنياً، قال: لكثرة صلاتي انحنيت، قالت: ما لي أراك بادية عظامك؟ قال: لكثرة صيامي بدت عظامي، قالت: فما لي أرى هذا الصوف عليك؟ قال: لزهادتي في الدنيا لبستُ الصوف، قالت: فما هذه العصا عندك؟ قال: أتوكأُ عليها، وأقضي بها حوائجي، قالت: فما هذه الحبّةٌ في يديك؟ قال: قربانٌ إن مرّ بي مسكينٌ ناولتُهُ إياها، قالت: فإنّي مسكينة، قال: فخُذيها، فقبضت على الحبّة، فإذا الفخّ في عنقها، فعلت تقول: قعي..قعي، وقال أحد المفسرين: تفسيره..لا غرّني ناسكُ مراءٍ بعدك أبداً.
ثانياً: فخ حزب الله الرئاسي...


في العام ٢٠١٦، أي قبل ستّ سنوات، اعتمد حزب الله مُرشّحاً أوحد لمنصب رئيس الجمهورية، هو الجنرال ميشال عون، ولم يختر عنه بديلاً، رغم امتداد فترة الشغور الرئاسي لأكثر من ثلاثين شهراً، ولم يألُ جهداً إلّا  وبذله في السّعي لتنصيبه، لذلك زرع فخّاً للمُناوئين والمعارضين لهذا الترشيح، فكان أول الواقعين فيه الدكتور سمير جعجع، قائد القوات اللبنانية، وسرعان ما لحقهُ الرئيس سعد الحريري، بعد أن أغرتهُ الحبّة التي ما هي إلّا رئاسة الحكومة لمدة ست سنوات، فكانت حسابات الحقل مختلفة كثيراً عن حسابات البيدر، وهذا موضوعٌ آخر.


اليوم تتكرر مأساة الشعب اللبناني، بالعجز عن اختبار رئيس جمهورية جديد من قِبل مجلس نيابي عاجز، وما زالت اللعبة إياها بين يدي حزب الله، وما زال الإستعصاء قائماً، ولعلّ الفخ الذي نصبه حزب الله عام ٢٠١٦ ما زال منصوباً، وحتى الآن لم يقع فيه سوى بعض النواب المطلق عليهم نعت "التغييرين"، بانتظار أن يُطبق الفخ على عنق جبران باسيل، أمّا عنق الزعيم وليد جنبلاط فهي ما زالت في يدي الرئيس نبيه بري، وبعد ذلك يتبوأ الوزير السابق سليمان فرنجية منصب الرئاسة الأولى.