على مدى سبع جلساتٍ متتالية، خلال أكثر من شهرين من الزمن، يجتمع المجلس النيابي اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية دون جدوى، وتتكرّر المسرحية الهزلية-الدرامية في صندوق الإقتراع: خمسون ورقة بيضاء، لم يهتدِ أصحابها بعد إلى إسم الرئيس العتيد، وأربعون أو ثلاثة وأربعين صوتاً للنائب ميشال معوض، وبضعة أوراق مُبعثرة لا فائدة تُرجى منها، حتى شاع القول عند القاصي والداني بأنّ هذا المجلس النيابي عاجزٌ عن القيام بأبسط مهمة موكلة إليه، وهي ملء الشغور الرئاسي، بعد انتهاء ولاية الرئيس السابق ميشال عون في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول الماضي، لا بل إنّ التلاعب بالدستور والقوانين وحتى الأعراف، يمارسها القيّمون على هذا المجلس بلا حسيبٍ أو رقيب، حتى بات المواطنون الغافلون يستبشرون خيراً حين يُقفل هذا المجلس، الذي لا يُفتح إلّا على حساب جيوبهم المنهوبة وخدماتهم المفقودة. سُئل فقيه المدينة المشهور عامر الشعبي: هل يُجامعُ في المسجد الخراب؟ فأجاب: نعم، ويُخرأُ فيه، فلو سُئل الشعبي اليوم عن حُكم الإقتراع في صندوق المجلس النيابي اللبناني يوم الخميس في الأول من شهر كانون الأول القادم: أيُخرأُ في صندوق الإقتراع هذا، فلربما أجاب: نعم، ويُبالُ فيه.