أضاف الوزير السابق جبران باسيل في تسجيلات صوتية له في باريس، إلى سجلّه الحافل بالفشل وتخريب النظام والدولة، ونهب المال العام، جملة من الأكاذيب والترهات، وبعض "العنتريات"، لزوم شدّ العصب الطائفي، سواء بين مُناصريه وأتباعه، أو بين بيئته المسيحية، إلّا أنّ أطرف وأعجب ما جاء به في هذه التسجيلات، هو "تطاوُلُه" على السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله، مُدّعياً بأنّ لا "مونة" لأحدٍ عليه، خاصةً السيد نصرالله، أي لا دالّة لهذا الأخير عليه في قضية حساسة وهامة، كانتخاب رئيس جمهورية جديد للبلاد، فهو كما يدّعي لم يقبض أموالاً من أحد، تناسى باسيل أنّ السيد حسن نصرالله هو من حمل عمّه الجنرال ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، وهو من ملأ جيوبه وجيوب زبانيته وأتباعه بأموال النفط والغاز والكهرباء والاتصالات، وما تفرّع عنها من وزارات خدمات. نسي باسيل أو تناسى، أنّ السيد حسن نصرالله، وبواسطة حزبه والسلاح غير الشرعي، والهيمنة على مفاصل الدولة اللبنانية المتهالكة، هو من غطّى تجاوزاته ومخازيه ونهبه للمال العام، حين نشر عباءته عليك وعلى سائر المنظومة السياسية الفاسدة، حين أعلن بعد اندلاع انتفاضة السابع عشر من تشرين الأول عام ٢٠١٩، الويل والثبور على كل من تُسول له نفسه المسّ بهيبة هذه الطبقة السياسية الفاسدة، أو محاولة زحزحة رموزها عن مناصبهم وامتيازاتهم. نحن نعلم، وأنت يا سيد باسيل خير العالمين بأنّ السيد نصرالله يستطيع أن يفكّ رقبتك، ساعة يشاء، ورقبة كل من يُعطّل أو "يتآمر" على مصالح إيران ومصالح تيار المقاومة والممانعة في لبنان والمنطقة، فما تفوّهت به منذ أيام، ما هو إلّا كذبة موصوفة، لا تنطلي على أحد، فأنت حين يجدّ الجدّ والعزم عند السيد نصرالله، لست سوى خادمٍ مطيعٍ بين يديه، كما كُنت بالأمس، وكما انت اليوم وغداً، فعندما يحين الوقت المناسب لحزب الله في لبنان لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، سنجدك طائعاً بين يديه، كما كان عمّك ميشال عون خلال فترة رئاسته المشؤومة، حينها فقط، يأمرك السيد: ألقِ عصاك واخلع نعليك، ستمتثل "ذِمّياً" صاغراً، لا كما تدّعي سيداً حرّاً لا يُقرع أنفه.