أكثر ما يعيب الشهرة في لبنان أنّها مصنّعة وهذا ما يضع لمعان أيّ شخص في أيّ حقل وميدان بين ظفرين طالما أنّه لم يُثبت العكس وهذا ما يطال الكثرة الناشطة في حقلي الإعلام والسياسة وهذا ما فضح مراوحة المشهورين في أمكنتهم دون إحراز أيّ تقدم يُذكر لذا بات منسوب السياسيين منخفضاً جداً إلى حد الوصول إلى السراب كما أن منسوب الإعلام المحلي بات فاضحاً لوجوه لا تُحسن سوى التقنّع والتمكيج والتأنق دون التألق . من الشهرة المتجاوزة للبنانية كادت اللمعة العربية للإعلامي سامي كليب أن تكون علامة فارقة لو أنّها أثبتت حضوراً خارج المألوف من خلال إستحضرعمل على صلة مع شروط النهضة والصحوة للخروج من جهنم الأزمات المكثفة لكن تموضع برنامجه في حقبة مسؤولة عن الأزمات لم يأت بشيء جديد خاصة وأن اللبنانيين جميعاً هم من المعاصرين لرؤساء الحلقات الأولى وهي لم تُضف معلومة لمتابع عادي للأخبار المحلية . من جهة أخرى إن إستنفاد وقت البرنامج للإستماع إلى شهود من مخلفات المتحف السياسي لا تُتحف كثيراً بقدر ما نستعيد معهم شريط الأحداث بكل موبقاته وإنقساماته وإصطفافاته ولو أنّه ( سامي ) عالج المرحلة العفنة من تاريخ لبنان من خلال إستقراء الواقع أومحاكاته بواسطة قرّاء جُدُد لأمكاننا ذلك من التطلع إلى رؤية جديدة على ضوء النتائج المقروءة ولكن إستهلاك مراحل الأزمة بنفس الأزلام لا يقدم ولا يؤخر شيئًا سواء كان تقيماً أو تقويماً بل ساعد على تأكيد المؤكد لا أكثر من ذلك . إن التطلع للخروج مما نحن فيه من سواد لا يمكن النظر فيه من عيون صانعيه بقدر ما يعيد إنتاجه لخلق مناخات يسرح فيها هذا السواد السياسي بشكل أسرع مما هو وهذا ما يُسهم في إبقاء الخطوات مشدودة إلى الوراء . لو كان سامي كليب إعلامياً متمرناً لما أكترثنا ولكن تمرسه دفعنا إلى معالجة نقدية في عُجالة مفتوحة على واقع يحتاج إلى إجتهادات جدية لخلق رؤية مفقودة في السياسة والإقتصاد من قبل السلطة ومن حفّ بها وخفّ عنها ويمكن للإعلام أن يكون جندي المرحلة لا ذاكرة المرحلة لأنها منتشرة في قحف كل لبناني وعليه ندعو إلى تقليص الدوافع الخاصة بغية الإستثمار في المجال العام كي نتحرر من الإحتلالات القائمة التي سببت إعتقالات متعددة لبلد كانت شهرته ليست صناعة بقدر ما هي من سُنخ وجوده .