أعلن النظام والشعب والمملكة في البحرين عن تنظيم مؤتمر حول التسامح والحوار والمحبة،  بتاريخ : 6/11/ 2022م/  يدعو له الزعماء الدينيين الكبار وعلى رأسهم قداسة بابا الفاتيكان فرنسيس والإمام الأكبر فضيلة شيخ الأزهر وعدد كبير من الشخصيات والعلماء من مناطق ومواقع مختلفة... 

 


 هي البحرين ملح الأرض، ومرج البحر والنهر، كدفقة الحنان والأقحوان، التي تحضن أمَّاً رؤوماً في حقل قمح الأنبياء، المنجدلة بحبال شمس السماء، مكفكفة دمع الأرض بأجراس الكنائس ومآذن المساجد، لتستريح النفوس طويلاً في ظلالكم الوارفة ـ مرج البحرين يلتقيان ـ بينهما الكلمة الطيبة والمحبة والتعايش والتسامح والتوراة والإنجيل والقرآن، لنغسل معكم غبار الأيام والليالي عن سَعْفاتِ النخل ـ والنجم والشجر يسجدان ـ وتمحو سنين الكآبة ودمع الأرض من العذاب، لتنعقد على ضفتي البحرين نجمة الحلم والزهر، ورسالات الله ـ الذين يُبلِّغون رسالات الله ويخشونه ولا يخشون إلا الله وكفى بالله حسيباً ـ هي البحرين تستقبل ملح نبي الله المسيح (ع) بمباركة الحبر الأعظم والوجه المضيء الذي طوَّبه الرب بنفح المحبة والعقل والقلب والبحث الإنساني والروحي في بلدٍ يعلن وثيقة التأكيد على حرية الرأي واحترام حقوق الإنسان في مملكة الخير والعفو والتسامح، ويتأكد يا صاحب القداسة، المواطنون، ومنهم أبناؤكم من الطائفة الشيعية وأصحاب الرأي من علماء وأدباء وشباب وشابات، فمنهم من ضمه تراب الوطن، ومنهم من المفجوعين والثكالى، وجريح هنا ومريض هناك، وغريبٌ هنا ومبعدٌ هناك، ومنهم ما زال سجين رأي، كأصحاب أهل العلم، من بينهم رجال دين المرتبطين بالوطن والأرض ارتباط عيش وبقاء،  لذلك نأمل من قداستكم وأنتم تنثرون عبق الإنسانية والمحبة والتسامح، والروحٍ النقية تهتف من إنجيل المسيح المقدَّس من أجل رفع الضيم والمظلومية وسعادة الناس ورخائهم، لا من أجل إبقائهم في جحيم البأس والبؤس والقبو والقبر والسجن، وما زال يلفُّ أوجاعهم، فكفكف آلامهم براحتيك من رب السماء، والملقب بلقبٍ عظيم (ابن الإنسان) التي تجعل منه آلة العيش الكريم لجميع الناس، والتي هي أساس كل قداسةٍ ودينٍ ومظهرٍ وعبادة، أليس هو القائل:( جعتُ فأطعمتموني، وعطشتُ فسقيتموني، وكنتُ غريباً فآويتموني... أنا لا أريد ذبيحة، بل رحمة).

 


 حضرة البابا المحترم، أعنِ المسكين في عوزه، والذي لا حول له ولا قوة، والمظلوم من مظلمته، والمسجون من سجنه، فكن البابا، والأب، لكل الأيتام والمحرومين والمسجونين والمظلومين، وتستجيب داعي الإيمان والعفو والفطرة، فإنهم أبناؤك وأبناء البحرين تعايشوا مع وطنهم ومع الأديان السماوية، كما يشهد تاريخهم المشرِق والمشرِّف في وطنهم البحرين.


 تقبلوا، فإننا المواطنون والمسلمون الشيعة والمسالمون، سنشكر إن جعلت النقد دَيْناً.. 

 


سماحة الإمام والأزهر الشريف...


 وعلماء ومراجع دينيين وروحيين، وعلماء تسامح ودين وأخلاق، تحية الله عليكم جميعاً، لا تحسبوها جرأة على مقامكم ومقاماتكم، بقدر ما هو صوت من أصوات تلامذتكم، الذين تعلَّموا من مدرستكم، مدرسة ـ محمد ـ وعلي ـ والأئمة ـ والخلفاء والصحابة والتابعين وتابعي التابعين ـ قول رسول السماء والمحبة والتسامح النبي محمد (ص) الذي ورد عنه: (إن تخطئ بالعفو خيرٌ لك من أن تصيب بالعقوبة)..

 


هي البحرين، تنتظركم لتحملوا إليها قرص شمس سيناء، وكفَّي يوسف، والنيل والفرات، وسنابل الخير، ووفرة الحنطة، لربيع الحلم والأحلام الطالعة من قبو السجن والقهر والمظلومية، من أبنائكم، وأبناء البحرين، من كل المظلومين، ومظلومين من شيعة البحرين، الذين يعبرون بالكلمة والرأي وما زالوا بين السجون والأقبية...

 


 يا سماحة الإمام الأكبر، افتح مصحف كفيك، لترنو إليك، وإلى أصحاب السماحة والفضيلة والتسامح والمحبة والأخوة، كل العيون الضامئة، وتُكف أصوات المظلومين لترعوا ظلامتهم مهما كانت ألوانهم وعقائدهم، فكيف إذا كانوا من أهلكم وإخوانكم في الدين والعرق واللغة.. هذا ما تعلمناه من تواضعكم وعلمكم وكرمكم وتسامحكم ـ وما أرسلناك إلاَّ رحمةً للعالمين ـ  وكما أنتم تؤمنون بالحديث القدسي الذي تعلمناه منكم، والذي أنزله الله تعالى على لسان نبيه الكريم محمد (ص) الذي قال: (إني لم أستعمل الحكام على سفك الدماء، واتخاذ الأموال، وإنما استعملتهم ليكفوا عني أصوات المظلومين، فإني أرعى ظلامتهم وإن كانوا كفَّاراً...) هكذا أنتم ترفضون الظلم بكل أشكاله على المسلم وغير المسلم، فكيف بأبنائكم من شيعة البحرين، وما ذاك، إلاَّ لأنٍّ روحكم وروح الإسلام تأبى أن يقع على وجه الأرض ذرة من ظلم، لذلك نأمل منكم ومن رعايتكم الكريمة النظر في مظلومية أصحاب الكلمة والرأي من أبناء الطائفة الشيعية، أن ترفعوا مظلمتهم لأجل تحقيق العدالة والحرية لأبناء البحرين جميعاً بكل طوائفهم وأديانهم المحترمة، نعم سماحة الإمام الأكبر، إنَّ ولاءهم هو ولاء للوطن، لأنَّ الولاء للوطن سمة شيعية، فتاريخ الشيعة حافلٌ بولائهم لأوطانهم وحبهم لأرضهم وبلدانهم، والتاريخ يشهد.

 


 إليكم جميعاً، وإلى البحرين ملوكاً وشعباً وأرضاً ونخيلاً، يا بسمة كل أرض، ويا كل محراب ومسجد وكنيسة وأجراس ومآذن، ويا أحلام الرسالات، وحلم الأنبياء، وموسى وعيسى ومحمد، ويا أبناء المظلومين والمستضعفين، ويا كل البحرين، لكم سواعد الله والتسامح والمحبة والأخوة...لمن غيركم هذا الرجاء وهذا الحب والتقدير والاحترام.. والسلام لكم وعليكم..