يوم الخميس الواقع في ٢٧ تشرين الأول عام ٢٠٢٢، تمّ إنجاز اتفاق الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل( العدو الغاشم سابقاً)، بطل هذا الحدث التاريخي هو الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، الذي جاء اليوم إلى لبنان كموفد رئاسي أميركي، وصال وجال على مقرات الرؤساء الثلاثة، وتلا من قصر بعبدا منشور "السلام" بين لبنان وإسرائيل، البلدين الذين يُعتبران عدُويّن "على الورق" حسب تعبيره، مع مراعاة كافة الإعتبارات التي تحفظ ماء الوجه للمسؤولين اللبنانيين الذين انخرطوا في عمليات الترسيم البحري هذه، وعلى وجه الخصوص وجه حزب الله الذي أعطى الضوء الأخضر للسير قُدماً في هذا الإتفاق.

 


لم يمضِ وقتٌ طويل على ظهور هوكشتاين من قصر بعبدا وتلاوته للاتفاق وشرح مندرجاته وحسناته وبركاته، حتى ظهر هذه الليلة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، ليقرأ في كتابٍ واحد مع المبعوث الأميركي، بالحرف والصورة، السيد يرى في الإتفاق نصراً عظيماً لتيار المقاومة، كذلك يرى هوكشتاين النصر المُبين في هذا الإتفاق، المنطقة قادمة على استرخاءٍ تام، يجزم الإسرائيليون والأميركيون  ومعهم حزب الله، بأن لا حرب قادمة، أو على الأصح: وضعت الحرب أوزارها مع إسرائيل، وكان الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما قد أعاد المارد الأميركي إلى القمقم، ويستكمل الرئيس الحالي بايدن تلك المهام، انتهت اللُّعبة، هذا زمن النفط والغاز، تأخّرنا قليلاً، لكن لا بأس في ذلك، نحن على الدرب سائرون، لم نتأخر في يومٍ من الأيام عن جني الإنتصارات، الواحد تلو الآخر، يحقّ للسيد نصرالله أن يتباهى بالنصر والظفر، سيُفصّل لنا ذلك في الأيام القادمة كما وعدنا، أمّا الشعوب! (ومن ضمنها الشعب اللبناني الصابر)، فهي مغلوبة على أمرها، ومن يحسب لها حساب؟ حتى البرلمان لا يحق له الإطلاع على مجريات الأمور، عليها أن تدفع الأثمان الباهظة، سبق أن دفعت للحقب المواضي  وها هي اليوم تُسلّف للحقب البواقي.