بعد الشمعونية والكتائب تمكّن عون من الجلوس في قصر بعبدا كجنرال ترأس حكومة عسكرية غير شرعية وغير معترف بها ومن ثمّ كرئيس شرعي بعد تعطيل ممل لإستحقاق الرئاسة وهذا ما جعل من التيّار العوني جهة تمكنت من بلوغ غايتها بسرعة الصوت دون تقديم تضحيات تّذكر كما هي عادة الأحزاب للوصول إلى السلطة .

 


في الرئاستين المذكورتين وضع عون الجنرال والرئيس البلاد أمام مدفعي الموت والفقر وفتح من خلالهما أبواب جهنم وكلما إمتلأت قل لها هل من مزيد ؟

 


طبل التيّار العوني ومن أوصل التيّار لسدّة الرئاسة لرئيس إستثنائي ولم تظهر  على عهده أيّ إشارة تؤكد صحة الصفات والنعوت التي وصف بها عهد الرئيس سواء بفعل فاعلين معلومين أو مجهولين ما دامت النتائج واحدة .
لا إمكانية لذكر أسباب فشل العهد أقله بالنسبة لتيّاره الذي خسر ما كان يملكه من رصيد سياسي وإنتخابي ومن علاقات متعددة في الوسطين الداخلي والخارجي وهذا بحدّ ذاته خذلان للعهد من قبل صهره الذي صنعه عمه كسوبرمان من ورق .

 


على بُعد أيّام من نهاية عهد تخفي ساعاتها الأخيرة أباريق من الزجاج لتكسيرها تعبيراً عن فرح لا مثيل له عند اللبنانيين في حين يحشد التيّار بمساعدة حليفه الوحيد حزب الله جماهير لمواكبة خروج الجنرال من قصر الشعب إلى قصر الشخص لتبديد صورة الراحة النفسية عند اللبنانيين المضغوطين من سنيين سيئة جعلتهم مضرب مثل للفقر والفساد .

 


مع نهاية عهد عون كرئيس هل ثمّة بداية عونية جديدة في الحياة السياسية من موقع المعارضة بعد أن خرجت من السلطة ؟

 


في التجربة وفي النتائج من خسر السلطة لا دور له في المعارضة ومن استنفد تجربته لم يعد صالحاً لمزيد من التجارب ومع نهاية الدور الذي إصطنعه تحالف الضرورة ما بين حزب الله والجنرال لم تعد الظروف هي هي لصنع علاقة جديدة بينهما على قواعد إتفاق مار مخايل خاصة وأن التيّار بات جبرانياً وليس عونياً وجبران لا يحمل تاريخ عمه ولا يملك صفات عمه العسكرية التي أهلته لقيادة مرحلة سياسية سهلت له أدواره ووصوله إلى الرئاسة .

 


لقد خسر جبران رصيد الجنرال والرئيس معاً ولم يعد مشروعاً مارونياً ولا رهاناً مسيحياً وما خسرته القوّات وربحه سابقاً الجنرال عون من كره مسيحي للقوات إستعاده جعجع بلحظة طيش باسيل وما الإنتخابات الأخيرة ونتائجها المسيحية إلاّ دلالة واضحة على عودة الرهان الماروني والمسيحي على حزب القوّات بعد أن فشل باسيل في صناعة مجد مسيحي ضائع وتمكن من صنع مجد شخصي بقوّة حزب الله لا بقوته .

 


بين بعبدا والرابية ما بين السماء والأرض فمن كان يمسك برأس السلطة لا كمن يمسك بذيلها .