أولاً: الطرفة الصينية...


تقول هذه الطرفة أو الأمثولة الصينية  بأنّك لا تستطيع أن تجد هرّاً أسود في غرفة مظلمة، خاصةً إذا لم يكن موجوداً فيها، ووجه العِبرة أو الحكمة والفائدة في حبكة هذا القول: أنّه عندما يتبادر إلى ذهنك أنّك لا تستطيع أن تجد هرّاً أسود في غرفة مظلمة، عائدٌ إلى تلازم لون الهر مع ظلام الغرفة، لِيتبيّن بعد ذلك بالحُجّة القاطعة المانعة للعثور على الهر، هي عدم وجوده أصلاً في الغرفة.

 


ثانياً: هل يستطيع هذا المجلس النيابي انتخاب رئيس جمهورية جديد؟

يكتشف اللبنانيون يوماً بعد يوم، صعوبة العثور على رئيس جمهورية جديد داخل أروقة مجلس النواب الحالي، فأصحاب النزعة "السيادية" يُصرّون على انتخاب رئيس "سيادي إنقاذي إصلاحى"، لا يدور في فلك تيار المقاومة والممانعة، أي الثنائية الشيعية المتحالفة مع التيار الباسيلي-العوني، وهذا الثلاثي لا يرضى بأن يأتي رئيس لا يخضع لمصالح وأهواء الثنائية الشيعية، ويستجيب للشروط الباسيلية-العونية، ويترافق هذا التّضاد المريع مع تضارب مصالح عائلية وفردية وظرفية مخفية، أُضيف إليها هذه الأيام ألاعيب نواب "التغيير" وأهوائهم ومصالحهم، وفي هذا الخليط العجيب من المعوقات، وبالعودة إلى الطرفة الصينية، فإنّك لن تجد الهر في الغرفة، حتى لو كانت مُضاءة، ولون الهر أبيض ناصعاً، ذلك أنّه غير موجود في الغرفة أصلاً، وهذه الطبقة السياسية الفاسدة لا تستطيع أن تنتخب رئيساً سيادياً إصلاحيّاً، لأنه بالأصل غير موجود في ردهات هذا المجلس النيابي وكواليسه، ولا في متاهاته حتى، وهو موجود خارجه، لذا ينبغي البحث خارج غرف المجلس المظلمة، لقد غادرها "الرئيس" في غفلةٍ عن عيون السياديين والمقاومين الممانعين، ولن يعود إليها على ما يظهر حتى الآن.