ينسب حزب الله لنفسه، وله وحده، فضيلة تحرير جنوب لبنان عام ٢٠٠٠، وأضاف إليها فيما بعد أمجاد حرب تموز عام ٢٠٠٦، وانبرى عام ٢٠١٢ للدفاع عن مقدسات الشيعة وقُراهم في سوريا، وما لبث أن وقع في أتون الحرب الأهلية السورية، بحجّة الدفاع عن تيار المقاومة والممانعة تارةً، ومنع التكفيريين من غزونا في لبنان طوراً، ثم ما لبث أن خاض حرباً "مُقدّسة" إضافية ضد حكام البحرين والمملكة العربية السعودية، ووقف مُناصراً لجماعة الحوثيين في اليمن، وآخر فضائله كانت في لبنان، بإنجاز اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي "الغاشم"، والذي أضحى بعد ذلك وديعاً مُسالماً.

 


بالأمس حاضر نائب أمين حزب الله الشيخ نعيم قاسم في مدينة صور، وأضاف "مفخرة" الترسيم البحري لقائمة انتصارات المقاومة التي ما أن ينتهي فصلٌ من فصولها  حتى يبدأ فصلٌ آخر، وكان "فضيلته" مُرتاحاً على الآخِر في إطلالته هذه على اللبنانيين عامّةً، وعلى طائفته الشيعية خاصةً، فالطائفة بخير، وإن تدمّر معظمها إقتصادياً واجتماعياً وبشرياً، والوطن بخير، وإن شارف على الهلاك، كل ما نحتاجه هو انتخاب رئيس جمهورية جديد، وتأليف حكومة جديدة، وهي أمورٌ نافلة، ولعلّها في متناول اليد، طالما أنّ الحزب وقيادته بخير، ووعوده صادقة، وسلاحُهُ ماضٍ، ولا يأتيه الباطل من قدّامه أو خلفه  أو حواليه، والإنتصارات قادمة لا محالة.

 


يا جمهور الحزب الخميني، يا شعب لبنان العظيم، ما هي إلّا أربعة أو خمسة أعوام، ويسيل الغاز البحري وتتدفق أنابيب النفط، فالثنائي الشيعي بخير، وتحالفه مع جبران باسيل( وريث العونية الشرعي) ما زال متيناً، وعلى حاله، خاصةً أنّكم تعودتم على أهوال جهنم، وأدمنتم الانتصارات "الإلهية" التي يحملها أمين عام حزب الله أو نائبه بالحقّ الشيخ نعيم قاسم.