لا بد من القول لميشال عون ومن خلفه، أن الاجيال القادمة إن كانت ستذكر هذا العهد الاسود، من دون توقيع الاتفاق مع اسرائيل فإنها ستكتفي بتوصيفه بالعهد الفاشل والجهنمي، أما مع توقيع الاتفاق، فسيضاف الى التوصيف عبارة العهد الجهنمي الفاشل الذي كان ختامه ذل .
 

أيام قليلة تفصلنا عن نهاية هذا العهد الجهنمي الفاشل بكل معاير الفشل الدولية والاقليمية والمحلية، فلبنان الذي قال مرارا ميشال عون انه سوف يسلمه أفضل مما استلمه، ها هو مع نهاية عهده بلد متحلل غير صالح للحياة على المستوى الانمائي فلا مياه ولا كهربا ولا مصارف ولا مستشفيات ولا جامعات، حتى أن أيلول ودعنا من دول أن يكون طرفه مبلولا، ولا على المستوى السياسي فلا حكومة ولا رئيس ولا مؤسسات، وكأن لعنة أصابتنا في كل تلك السنوات الست العجاف 

 


فبالسراج والفتيلة يفتش هذا الميشال عون عن إنجاز ما، حدث ما، عله يستطيع أن يربط اسمه به ويخفف من وطأة التاريخ الذي لن يرحمه وهو المدرك جيدا أن اللعنات سوف تسبق أو تلحق باسمه عند ذكر هذا العهد الاسود وإلى أجيال بعيدة، إنجاز حتى ولو كان ظاهره رحمة وباطنه فيه المذلة والعار، فيمنّي نفسه بما هو ظاهر على أمل خداع التاريخ.

 

 

لا يحتاج المرء الى كثير عناء وإعمال عقل، ولا حتى الى دراية ومعرفة بما يحتوي نص الاتفاق النهائي مع اسرائيل حول ترسيم الحدود النفطية، ولا حتى إلى اللجوء إلى الوثائق التاريخية والاتفاقات السابقة في هذا المسار ليدرك حجم التنازلات الضخمة ولا حجم الانبطاح المذل الذي قدمتها هذه السلطة الفاسدة لإسرائيل، من أجل إرضائها والتوصل معها إلى اتفاق 

 


فيكفي أن نلتفت بأن لبنان الرسمي يزحف نحو إسرائيل وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة بفضل أداء هذا العهد وراعيه حزب الله، وأن الاتفاق المزعوم هو خشبة الخلاص الوحيدة لإنقاذه وأن لا مناص ولا خلاص لنا إلا بالتوقيع على الاتفاق، بحسب ما يصرح به يوميا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله صاحب القرار الفصل والنهائي بإبرام هذا الاتفاق،

 


فلنا بعد ذلك أن نتصور محصلة اتفاق بين طرفين، أحدهما ينازع على فراش الموت، وآخر بكامل عافيته ونشاطه وقوته وثروته وفي لحظة انفتاح هذا الآخر على كل العالم ، والادهى من ذلك إذا ما تذكّرنا بأن هذا الطرف الآخر هو اسرائيل وما أدراك ما اسرائيل وتاريخها الحافل في إقرارها بحقوق الآخرين وتنازلها الطوعي بكل ما للاخر من موجبات .

أما الحديث هنا عن توازن الرعب والخوف عند الاسرائيلي، وما أحدثته مسيرات الحزب من رعب وخوف عندها، وهو حديث يضحك الثكلى، فلو سلمنا جدلا بصحته وفاعلية تلك المسيرات الأقرب إلى ألعاب الاطفال، فإن باستطاعة اسرائيل "المرعوبة" ببساطة ان لا تذهب الى الاتفاق وحتى أن لا تستخرج النفط في هذه اللحظة وإرجاء الأمر الى وقت لاحق، فهي غير مضطرة البتة للرضوخ أو القبول ولا هي بحاجة الى ذلك الغاز أصلا، والقول بالحاجة الاوروبية  له فلا يلزم اسرائيل بشيء.
 
في الختام لا بد من القول لميشال عون ومن خلفه، أن الاجيال القادمة إن كانت ستذكر هذا العهد الاسود، من دون توقيع الاتفاق مع اسرائيل فإنها ستكتفي بتوصيفه بالعهد الفاشل والجهنمي، أما مع توقيع الاتفاق، فسيضاف الى التوصيف عبارة العهد الجهنمي الفاشل الذي كان ختامه ذل .