فإذا صحت الأخبار التي تتحدث عن تضمن صفقة الترسيم رفع العقوبات عن باسيل، فهذا يعني أن الحزب بانتظار تلك النتائج للإتيان بباسيل لضمان استمرار النهج الجهنمي، وأما في حال تعثر الوصول إلى رفع العقوبات فإن بديل الحزب هو التفتيش عن شخصية مارونية تشبه إلى حد كبير شخصية سعد الحريري، تلعب دورا وحيدا أوحدا هو إمكانية التواصل مع المجتمع الدولي من أجل جلب أموال ولو بصورة ديون وضخها بالداخل اللبناني، من دون أن يكون لها أي تأثير على المشهد السياسي، حتى لا نقول أنها تتحرك وفق رغبات الحزب الداخلية.
 


سياق الاحداث وما أنتجهته إفرازات الانتخابات النيابية الأخيرة ومقاربة الاستحقاقات التي تلتها من إعادة انتخاب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، مرورا بانتخاب الياس أبو صعب نائبا للرئيس، ورؤساء اللجان النيابية، وصولا الى إقرار الموازنة المسخ، كل هذا يدل بما لا مجال معه للشك بأن حزب الله لا يزال يمسك بناصية القرار السياسي بعيدا حتى عن اضطراره الى استعمال سلاحه، وهذا يعني بالضرورة أن إسم وهوية رئيس الجمهورية العتيد لن يكون إلا وفق شروط الحزب وإرادته.

 

 

صحيح أن حزب الله لا يملك أكثرية نيابية موصوفة على غرار ما كان يملكه بالمجلس السابق، إلا أنه يمتلك معارضة تشبه كل شيء إلا المعارضة السياسية، حتى أنها ليست معارضات بقدر ما هي قرطة نواب مقسومين، وهنا تحديدا مكمن قوة الحزب برلمانيا.

 

 

أمام هذا الواقع، ينبري السؤال عن مواصفات الرئيس الذي يسعى الحزب إلى إيصاله في هذه المرحلة وما هو أول حرف من اسمه؟  وقبل الدخول إلى عقل حزب الله لاكتشاف الاسم المخبأ داخله، تجدر الاشارة أولا إلى أن كل حديث يشير إلى أن الحزب تعلم من فشل تجربة ميشال عون وعهده وأنه ليس بوارد إعادة نفس التجربة، هو حديث أقرب الى حكايات الجدات في ليالي الشتاء ولا أساس له من الواقع، فعهد مشال عون بنظر الحزب هو من أنجح العهود، فبفضله وجهوده المبارك لم يعد للبنان الكيان والمؤسسات أي وجود وبالتالي أصبح الحديث عن لبنان يعني الحديث حصرا عن دولة حزب الله وهذا أقصى ما كان يطمح له الحزب.

 

 

مما يعني أن استمرار النهج العوني عبر الاتيان بخليفته وولي عهده جبران باسيل هو تحصيل حاصل في عقل الحزب لولا معضلة صغيرة تحول دون ذلك في الوقت الراهن، وهي الوضع الاقتصادي المنهار، وعجز باسيل عن التواصل مع دول القرار والدول المانحة من أجل سد هذه الثغرة الصغيرة بسبب العقوبات المفروضة عليه.

 

 

فإذا صحت الأخبار التي تتحدث عن تضمن صفقة الترسيم رفع العقوبات عن باسيل، فهذا يعني أن الحزب بانتظار تلك النتائج للإتيان بباسيل لضمان استمرار النهج الجهنمي، وأما في حال تعثر الوصول إلى رفع العقوبات فإن بديل الحزب هو التفتيش عن شخصية مارونية تشبه إلى حد كبير شخصية سعد الحريري، تلعب دورا وحيدا أوحدا هو إمكانية التواصل مع المجتمع الدولي من أجل جلب أموال ولو بصورة ديون وضخها بالداخل اللبناني، من دون أن يكون لها أي تأثير على المشهد السياسي، حتى لا نقول أنها تتحرك وفق رغبات الحزب الداخلية.

 

 

وما بين إنتظار نتائج صفقة كاريش، والتفتيش عن "حريري ماروني" ، فإن الجولات الانتخابية المتوقعة ستشهد مسرحيات وأسماء متعددة ويبقى الفائز الاول هو الإسم الذي يصر عليه الحزب وأول حرف من إسمه "توافق"، وهو الاسم الحركي لل " فراغ ".