رفعت السفيرة شيا مؤخرتها قليلا عن مقعدها ، فارتفعت معها معنويات محور المقاومة ورايات انتصاراته، فاستُحضرت لغة الجسد الخاصة بهم والتي لا يفقهها الا الراسخون بالتبعية، مدعومة بالتحاليل النفسية والسيكولوجية، ومسنودة برشقات من قراءة استراتيجية تبدأ من التهديد النووي الروسي، مرورا بحاجة أوروبا الملحة للغاز قبل قدوم الشتاء ووصولا طبعا للمسيرات التي أرسلتا فوق كاريش، حتى وإن تم تدميرهما فوق البحر إلا أن كل تلك العوامل مجتمعة هي التي أجبرت السفيرة دوروثي أن ترفع مؤخرتها عن الكنبة، وبالتالي فلا حاجة بعد ذلك لجهابذة المحور وإعلامه أن يتحدث عن مضامين الاقتراح الاميركي وما جاء فيه من شروط وتنازلات ومكاسب حققتها اسرائيل ما كانت لتحلم بها.
 


إشتعلت بالأمس صفحات جمهور الممانعة بصورة للسفيرة الاميركية دوروثي شيا وهي تقدم الاقتراح الاميركي الخطي لرئيس الجمهورية ميشال عون الذي أظهره مقطع الفيديو أنه عاجز حتى عن رفع جسده الضعيف عن كنبته الجالس عليها رغم محاولاته المتكررة، وهذا أمر طبيعي لمسن عجوز، مما اضطر السفيرة بأن تدفع بجسدها الى الأمام قليلا حتى تتمكن من إيصال الظرف الى كتلة الكهولة أمامها.

 


 
هذا المشهد الطبيعي جدا، إن لم نقل أنه مشهد يثير الشفقة على ذلك العجوز، حوّله جمهور الممانعة المبدع بمخياله الكاريكاتوري، إلى مشهد تاريخي يحكي عن انتصار عظيم أين منه انتصار دجاجة حسين، أو اقتراب صحفي المنار علي شعيب بكاميرته إلى جنب أحد الجنود الاسرائيليين على الحدود، أو انتصار فرض المحور منع أخذ صورة تذكارية للوفد المفاوض في الناقورة.

 


 
رفعت السفيرة شيا مؤخرتها قليلا عن مقعدها ، فارتفعت معها معنويات محور المقاومة ورايات انتصاراته، فاستُحضرت لغة الجسد الخاصة بهم والتي لا يفقهها الا الراسخون بالتبعية، مدعومة بالتحاليل النفسية والسيكولوجية، ومسنودة برشقات من قراءة استراتيجية تبدأ من التهديد النووي الروسي، مرورا بحاجة اوروبا الملحة للغاز قبل قدوم الشتاء ووصولا طبعا للمسيرات التي أرسلتا فوق كاريش، حتى وإن تم تدميرهما فوق البحر إلا أن كل تلك العوامل مجتمعة هي التي أجبرت السفيرة دوروثي أن ترفع مؤخرتها عن الكنبة، وبالتالي فلا حاجة بعد ذلك لجهابذة المحور وإعلامه أن يتحدث عن مضامين الاقتراح الاميركي وما جاء فيه من شروط وتنازلات ومكاسب حققتها اسرائيل ما كانت لتحلم بها.

 


 
في إحدى  مسرحيات زياد الرحباني ( شي فاشل )، وبمعرض رده على من يكرر دائما شعار "كلنا اخوة" لتذكير المختلفين على خشبة المسرح والمنقسمون بين اسلام ومسيحية، فيقول له زياد : "وليه إذا كلكن إخوة، فشو في لزوم تضلك تقولا" ؟؟؟ بمعنى أن التذكير الدائم بالشيء هو دليل عدمه، وليس دليل وجوده،  وإلا فلم يكن  من داعي للتذكير.

 

 

وكذلك هي الحال تنطبق هنا على "انتصارات" الحزب، فإذا كانت انتصارات حقيقية، فالمفروض حينئذ أن الناس تشعر بها وتتلمس نتائجها وتحصد ثمارها من دون لا طنة ولا رنة ولا من حاجة للتذكير بها والاعلان عنها فضلا عن شرحها وتبريرها، فالانتصار هو أمر نعيشه لا أمر نسمع به في الاعلام ونختلق له أجواء وسيناريوهات  وإسقاطات وأوهام وفزلكات، اللهم الا اذا كنا نريد تحويل "شي فاشل" إلى انتصارات متخيلة لا أكثر حتى نخفي الحقيقة .