حركت دعوة الرئيس نبيه بري المباغتة لعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية محركات الكتل النيابية على اختلاف انتماءاتها السياسية والطائفية لتحديد مواقفها من هذه الجلسة وخصوصاً من المرشحين المطروحين.
وأظهرت مواقف مختلف الكتل أنها ستلبي دعوة رئيس المجلس إلى حضور جلسة الانتخاب وعدم مقاطعتها على الأقل عدم مقاطعة الدورة الأولى مع ترقّب موقف الكتل في الدورة الثانية وأي كتل ستبقى داخل الجلسة وأي كتل ستنسحب وتفقد النصاب. 

 


وتنعقد جلسة الانتخاب في ظل اعتقاد أنها أشبه بـبروفا لن تنتهي بانتخاب رئيس ولاسيما في غياب التوافق الذي كان اشترطه الرئيس بري للدعوة إلى جلسة. وبدا أن أحد أهداف بري هو استطلاع بالنار واستكشاف لمواقف الكتل ومرشحيها وما تضمره للاستحقاق الرئاسي، في وقت يبقى سلاح تطيير النصاب أحد الخيارات المطروحة كحق ديمقراطي في غياب التفاهمات التي تتطلّب نصاب 86 نائبا، وهو ما يتعذر على أي من الفريقين سواء السيادي والتغييري أو فريق الممانعة تأمينه.

 


وعشية جلسة الانتخاب، تكثفت المشاورات وعقدت الكتل اجتماعات طارئة. والبعض اعتبر أن حظوظ رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض، باتت مرتفعة لتبنيه من قبل الكتل السيادية في مواجهة مرشح فريق 8 آذار رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، أو في مواجهة الورقة البيضاء، التي سيلجأ اليها فريق الممانعة لعدم تظهير عدم التوافق على مرشح واحد بين فرنجية أو رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل.

 


حظوظ النائب ميشال معوض ، باتت مرتفعة لتبّنيه من قبل الكتل السيادية في مواجهة مرشح فريق 8 آذار سليمان فرنجية .

 


وسيناريو الورقة البيضاء اعتمد لدى التصويت لرئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع عام 2014 قبل الخروج من الجلسة، وقد تعزز هذا الخيار في فترة بعد الظهر على مقلب 8 آذار، إذ إن الرئيس بري لا يحبّذ تأييد رئيس التيار الوطني الحر، وحزب الله لم يحسم بعد دعمه فرنجية، الذي يسعى لطرح نفسه مرشحاً وفاقياً وألايقال عنه إنه مرشح حزب الله ،علماً أن الأرقام التي يمكن أن ينالها فرنجية من دون التيار العوني هي بحدود 42 صوتاً، هي مجموع أصوات كتلة التنمية والتحريروالوفاء للمقاومة والتكتل الوطني المستقل وبعض النواب المستقلين حلفاء سوريا وايران. ومساء أعلن النائب باسيل أن التيار سيصوت بورقة بيضاء في جلسة الانتخاب.

 


وعلى خط القوى السيادية والمعارضة، برز اسم معوض لدى الكتل السيادية كونه غير استفزازي ويجمع بين صحة التمثيل وبين تمتعه بعلاقات جيدة مع الدول العربية والخليجية ومع الولايات المتحدة، في وقت تردد أن النواب التغييريين لم يحسموا موقفهم من تأييد معوض، وأنهم يميلون إلى تأييد شخصية من خارج الاصطفافات السياسية، علماً أن هؤلاء النواب الذين أطلقوا مبادرة رئاسية فاجأهم الرئيس بري بالدعوة إلى جلسة انتخاب قبل استكمال مبادرتهم بطرح الأسماء التي يرونها ملائمة على باقي الكتل. وفي هذا المجال، طرح البعض اسم النائب السابق صلاح حنين كشخصية مستقلة، علماً أن حنين هو نجل أمين عام الجبهة اللبنانية الأسبق ادوار حنين، وكان عضواً في اللقاء الديمقراطي برئاسة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

 


أما النائب معوض فترجح المعلومات في حال حسم ترشيحه أن ينال حوالي 43 صوتاً، هي مجموع أصوات تكتل الجمهورية القوية وحزب الكتائب وكتلة تجدد ووطن الإنسان ومستقلين، على أن يحسم نواب “اللقاء الديمقراطي وعددهم 8 موقفهم من دعم معوض أو سواه.


من المرجح أن يتكرر سيناريو جلسة 2014 بحيث يكون هناك مرشح في وجه الورقة البيضاء وانسحاب من الجلسة في دورتها الثانية إلى حين نضوج التوافق ،وقد أعلنت كتلة تجدد التي تضم النائب معوض إلى النواب أشرف ريفي وفؤاد مخزومي واديب عبد المسيح أنها ستشارك في جلسة انتخاب رئيس للجمهورية انطلاقاً من ضرورة خلق ديناميكية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية ضمن المهلة الدستورية، من دون السماح بوصول رئيس تابع لمحور الممانعة يمعن في سياسات الانهيار ولا رئيس رمادي تكون مهمته إدارة الانهيار عوض القيام بعملية الإنقاذ المطلوبة، وأضافت الكتلة أنها تستكمل مشاوراتها مع مختلف قوى المعارضة، السيادية والإصلاحية والتغييرية، لتوحيد الموقف والاتفاق على مرشح تجتمع عليه المعارضة، أو الجزء الوازن منها على الأقل تحت العناوين السيادية والإصلاحية.