لا علاقة لنا بالمرحوم الشيخ القرضاوي الذي نختلف معه في دعوته لنصرة الإسلاميين الجهاديين ولتعزيز خط إخوان المسلمين في الدول العربية والإسلامية وفي رعايته المباشرة لهذه التوجهات التي أرهبت الأمّة وما مصر إلاّ عيّنة من عيّنات الأرهبة التي فتكت في المجتمعات الإسلامية بأعمال لم يتلقاها العدو الإسرائيلي حتى من حركة حماس نفسها الباكية على القرضاوي والتي لم تذق العدو الإسرائيلي ما أذاقت حركة فتح من طعم لموت شنيع .
ما همنا هنا تفاعل الثرثارين العرب من جماعات اللحى التي لم تعد تتمايز عن بعضها البعض فباتت لحية واحدة وإن كان الملتحي من بقايا الشيوعية العربية أو القومية العربية أو ملتح إسلاموي يعتز بطول لحيته المسيطرة على اللحى الأخرى .

 


ثمّة صالون سياسي مفتوح على قناة الحوار لمجموعة من مثقفين دخلوا سنّ اليأس يتناولون مواضيع وعناوين شتى وكل من الحاضرين الثابتين أو المتحركين يتكلم فيما يعلم وفي ما لايعلم وفي كل المسائل السياسية والثقافية والعلمية ولا يوجد موضوغ يستعصي على لسان أحدهم وهذه أزمة "المثقف" العربي إذا جاز لنا تسميته بالمثقف لأن المثقف الحقيقي لا يتكلم فيما لا يعلم ولا ينتسب إلى الإستبداد ولا يمدح الدكتاتوريات القائمة وعلى أقل توصيف هو غير موظف عند السلطة ولا عند المعارضة .

 


هذه الجمعة لمجموعة صالونية على قناة الحوارلا تستحي من التكلم في الذرة والمجرة وهي تناولت بإطراء الشيخ القرضاوي بعيد وفاته وأسهم بعضهم في إعلائه من شأن الشيخ لإعلاء القرضاوي من شأن الحرية التي آمن بها ولا أدري أي حرية قرضاوية في فقة ينفي الآخر جملة وتفصيلاً ولا أدري كيف يداهن اليائس في شيخ سبغ وضوء حياته بدماء العرب والمسلمين حتى لا نذكرغيرهم من أهل الذمّة ومن الكافرين .

 


رحم الله الدكتور علي شريعتي الذي قال : أزمة الأمّة نخبة الأمّة .. هذه النخبة المفدوغة منذ ولادتها بحجر الجهل لذا ليس بغريب عنها تغنيها بصدام حسين وبالأسدين وبالظواهري والبغدادي وبالقذافي ولكل معتوه مستبد مهرق للدماء وليس بغريب أيضاً على هذه النخبة إلتفافها حول دكتاتور العصر بوتين وتمجيده له وإعتباره الرمز الجديد للستالينية العربية وللقومية العربية وللإسلاموية العربية وأسوأ ما في هذه النخبة المائلة إلى مدح المستبدين أن أكثرها مقيم في أميركا وأوروبا ألا لعنة الله على الغرب الذي يسهل لهؤلاء وسائل الراحة ممن يدعون العرب والمسلمين الفاقدين للوسائل التي بنعمون بها عن طريق الغرب إلا التمسك بخيارات الموت دعماً للدول المستبدة .