قال مالك بن دينار: "لربّما رأيتُ الحجاج يتكلم على منبره، ويذكر حُسن صنيعه إلى أهل العراق، وسوء صنيعهم إليه، حتى ليُخيّلُ إليّ أنّه صادقٌ مظلوم"، وهذه هي حال اللبنانيين الصابرين مع صهر الرئيس القوي جبران باسيل، يعتلي المنبر وهو يتزين بلباس المكر والخداع والنفاق، يمُنّ على اللبنانيين ببركاته وفضائله وإنجازاته العظيمة، وهم غارقون في ظلامٍ دامس، بفضله وفضل مُستشاريه الذين أسبغ عليهم لقب المعالي، بالأمس ظهر على اللبنانيين ليتكلم على هواه، لا دِينَ يُرشده (بعد أن تحول إلى ذِمّيٍ وضيع عند حزب الله)، ولا عقل يُسدّده، ولا حسبَ يصونه، ولا حياء يردعه، لا ذمّة له ولا صِدقَ ولا أمانة ولا استقامة، كل ما يُحسِنُه ويصدق فيه هو تعطيل المؤسسات الدستورية والتلاعب بالقوانين وهدر المال العام ونشر الفساد، واقتناص المغانم والمكاسب، والأعجب من ذلك أنّ زبانية عمّه الرئيس عون يُزيّنون له سوء صنيعه باللبنانيين، وها هو بالأمس حاول استثمار منصب عمّه رئيس الجمهورية، ليُهدّد ببقاء الرئيس المأفون في قصر بعبدا منعاً لحصول الفراغ.

\


يا لفراغ رؤوسهم، كان الأحنف بن قيس يقول: لا مروءة لكذوب، ولا سؤدد لبخيل، ولا ورَعَ لسيئّ الخُلُق، واللبنانيون لم يعرفوا على مدى مائة عام مضت على قيام الدولة اللبنانية، رجلاً فاسداً تولّى شؤونهم كالمدعو جبران باسيل، وها هم يستعدون للصراخ في أذُنيه يوم خروج الرئيس عون من قصر بعبدا في الحادي والثلاثين من شهر تشرين الأول القادم، مدحوراً مذموماً: يا ليتها كانت القاضية( سورة الحاقة، آية ٢٧).