سياسياً، ومع طَي ملف تأليف الحكومة نهائياً، في اللقاء الاخير بين رئيس الجمهورية ميشال عون والرئيس المكلف نجيب ميقاتي، وسقوط محاولة رئيس الجمهورية بالذهاب إلى حكومة سياسية، باتت الاولوية للاستحقاق الرئاسي، والانظار متّجهة نحو عين التينة وما سيقرّره رئيس مجلس النواب نبيه بري في شأن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية».

 

في هذا الاطار جزمت مصادر مسؤولة لـ«الجمهورية» بأنّ شهر أيلول لن يحمل معه أيّ تطور أو إجراء مرتبط بالاستحقاق الرئاسي، فالرئيس بري له ان يمارس صلاحيته الدستورية الحصرية بالدعوة إلى تلك الجلسة ساعة يشاء، الّا انه سبق له ان أعلن انه لن يدعو إلى جلسة انتخابية الّا بعد إقرار الهيئة العامة للمجلس النيابي البنود الاصلاحية التي طالبَ بها صندوق النقد الدولي. هذا من جهة، أمّا من جهة ثانية، فإنّ أيلول الجاري، في حال كانت هناك جدية في التوجّه إلى إتمام الاستحقاق الرئاسي، يشكّل حتماً فرصة اجراء مشاورات مكثفة تمهّد لجوجلة الاسماء المدرجة في نادي المرشحين للرئاسة الاولى، وصولاً إلى التوافق على شخصية تتمتّع بالمواصفات المطلوبة. هذا مع العلم انّ إمكانية التوافق بين المكونات السياسية أمر مستحيل في ظل الانقسام القائم».


 

ورداً على سؤال عما اذا كان ثمة رهان على أصدقاء لبنان الدوليين والاقليميين لمساعدته على عبور الاستحقاق الرئاسي وتَجنيبه فراغاً رئاسياً محفوفاً بالمخاطر، قالت المصادر المسؤولة: لنكن صريحين، إنه أمام الاحداث التي تتسارَع عالمياً، وخصوصاً الحرب الروسية الاوكرانية وتداعياتها على مستوى العالم بأسره، اضافة إلى ما يرتبط بالملف النووي، والاحداث المشتعلة في أكثر من منطقة في العالم، تجعل لبنان نقطة غير مرئية أمام هذه الاحداث. وبالتالي، علينا أن نعترف ان لا أحد في العالم مهتمّ بنا، ومشكلتنا اننا بدل أن نقتنع بهذه الحقيقة ونقلّع شوكنا بأيدينا، نُسارع إلى زرع أشواك اضافية في جسمنا.