في مكان أمني آخر، طافَ الجو العام على تساؤلات حول ما قد يحمله شهر أيلول المقبل من تطورات واحتمالات ربطاً بالتهديدات المتبادلة بين إسرائيل و«حزب الله» حول الاستعدادات الاسرائيلية لاستخراج الغاز من حقل «كاريش» خلال الشهر المقبل.

 

واللافت في هذا السياق، ما يقوله معنيون بملف ترسيم الحدود لـ«الجمهورية» من أنّ الغموض هو السيّد على هذا الصعيد، حيث لا يمكن توقّع ما سيؤول إليه الحال في أيلول، فيما لو نفّذت إسرائيل قرارها ببدء استخراج الغاز في الحقل المذكور. الّا أن خبيراً أمنياً قال، رداً على سؤال لـ«الجمهورية»، في الشكل والجوهر كل أسباب الحرب قائمة، والموقف متصاعد سواء من قبل إسرائيل أو من قبل «حزب الله». وانا بالتأكيد لا آمن لاسرائيل وغدرها، ولكن أسال هل ثمة من يريد الحرب؟ لا اعتقد، كما لا اعتقد أنّ إسرائيل ستبدأ باستخراج الغاز، أقول ذلك ربطاً بما يروّج له الاعلام الاسرائيلي بأنّ الموعد الذي حددته إسرائيل لاستخراج الغاز ليس نهائياً بل هو قابل للتعديل. وانّ موعد توقيع اتفاق بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية قد اقترب، ما يعني أن التعويل ما زال قائماً على مهمة الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين.


 

ورداً على سؤال آخر، قال: في حال حصلت مفاجآت فإنّ الحرب إن وقعت ستكون آثارها صعبة على كل أطرافها، وهذه الصعوبة قد تكون المانع الأساسي لاندلاعها.

 

إلى ذلك، قال رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين في احتفال أمس: «نحن في «حزب الله» أخذنا على عاتقنا أن لا يغرق البلد حتى تستهدفه أيّ قوة خارجية». ودعا إلى «أن تكون الأولوية للإنقاذ الذي يعطي الأمل للناس في تحسين وضعها المعيشي والاقتصادي والحياتي والخدماتي، إن كان على مستوى ترسيم الحدود أو الاستحقاقات السياسية والاقتصادية»، مؤكداً أن «لبنان قادر على ذلك وليس عاجزاً إلّا في العقول المُتعفّنة والسياسات التي لا تعرف إلا المناكفات». وقال: «كلما أراد العدو أن يحشرنا من أجل أن يأخذ منّا ما لم يستطع أن يأخذه في المعركة، كلما صبرنا وتحمّلنا وواجَهنا مع تضحيات لنصل إلى نتيجة أفضل، ونحن اليوم على مستوى المقاومة في الموقع الأفضل».