الصراع الدموي بين مراجع التقليد عند الشيعة، كان قائما ومشتعلا حين لم يكن للمرجعية الا مكاسب معنوية ومالية، فكيف الان وقد تحول المرجع الديني الى لاعب سياسي له دور كبير وفاعل ومؤثر على المشهد السياسي والخيارات السياسية مما يزيد من مردوده المالي ولم تعد تقتصر مصادره المالية على ما يدفعه مقلدوه من اموال شرعية فقط، مما يعني ان هذه الصراعات سوف تزداد وتتفاقم بين مراجعنا العظام، الى ان يدرك الشيعة ويعوا حقيقة ان المرجعية ما هي الا سلطة دنيوية لا يستفيد منها الا المراجع انفسهم وابناءهم واصهرتهم والحاشية المحيطة بهم كأي سلطة تدر المنافع على اصحابها،، فالى ذلك الحين ينتظرنا الكثير من الدماء، للاسف .
 

آن الاوان أن نخلع الكفوف من ايادينا، وان نقول الامور على حقيقتها، بدون خوف او وجل، ومن دون الاخذ بالحسبان ما سوف يحدث عند الجمهور الشيعي المأخوذ بالدعاية التاريخية والاكاذيب المدروسة والمتقنة والاضاليل التي لفّت عن سابق تصور وتصميم الحوزة الدينية الشيعية، والقداسة الخادعة التي احاط بها الفقهاء انفسهم   

 

 
فمعظم الجمهور الشيعي لا يعلم بأن الصراع الدموي على التصدي للمرجعية الشيعية هو صراع تاريخي شهدت الحوزة الشيعية حروب دامية بين المتصدين لها منذ عقود طويلة، لا يمكن ذكرها هنا في هذه العجالة، وانما أرجع المهتم بالاطلاع على حقيقة صراع المراجع الى كتاب " الفقيه والدولة " للكاتب فؤاد ابراهيم حتى يدرك العجائب    

 


وان كان لا بد من ذكر عينة تاريخية لما ندعيه هنا، فنستحضر الصراعات  الدموية بين اتباع المراجع " اصفهاني – كاشف الغطاء "، " النائيني – الاصفهاني " شرف الدين – محسن الامين " حتى ان لعن السيد الامين والقزويني على المنابر كانت شائعة عند قراء العزاء.


 
  وبالعودة الى مجريات العراق اليوم وما يجري من سفك للدماء بحرب شيعية شيعية ، فلا شك بأنها امتداد طبيعي للصراع التاريخي على المرجعية، وبالاخص اذا ما عرفنا بأن النظام الايراني الذي لم يترك فرصة ولا مندوحة من اجل حصر المرجعية في ايران لربط شيعة العالم بها دون سواها لمصالح سياسية تخدم النظام، وذلك من خلال ضرب والتشويه على اي مرجعية لا تدور في الفلك الايراني 

 

 وهذا تحديدا ما حصل مع المرجع الديني السيد محمد حسين فضل الله، حيث عملت حوزة قم على تكفيره واخراجه من الملة ومنع اي من اتباع ولاية الفقيه من تقليده واتباعه، وكان يعاقب اي متفرغ بالحزب من مقلدي فضل الله الى الطرد ان لم يعدل الى تقليد الخامنئني.

 

ومن هنا ندرك موقف المرجع الحائري الغريب عن سياق المرجعية التاريخي، فلم نسمع عبر التاريخ بان مرجع ديني استقال من وظيفته المرجعية !! مما يطرح الكثير من التساؤلات حول هذا الموقف ومن هنا ندرك ردة فعل التيار الصدري باعتبار ان موقف الحائري هو موقف مفروض عليه بالقوة والقهر من قبل النظام الايراني.

 


 
الصراع الدموي بين مراجع التقليد عند الشيعة، كان قائما ومشتعلا حين لم يكن للمرجعية الا مكاسب معنوية ومالية، فكيف الان وقد تحول المرجع الديني الى لاعب سياسي له دور كبير وفاعل ومؤثر على المشهد السياسي والخيارات السياسية مما يزيد من مردوده المالي ولم تعد تقتصر مصادره المالية على ما يدفعه مقلدوه من " اموال شرعية " فقط، مما يعني ان هذه الصراعات سوف تزداد وتتفاقم بين " مراجعنا العظام"، الى ان يدرك الشيعة ويعوا حقيقة ان المرجعية ما هي الا سلطة دنيوية لا يستفيد منها الا المراجع انفسهم وابناءهم واصهرتهم والحاشية المحيطة بهم كأي سلطة تدر المنافع على اصحابها،، فالى ذلك الحين ينتظرنا الكثير من الدماء، للاسف .