أتيت لأصلي خلفكم صلاة الشهادة 

ولإصطلي من دفء جمركم مطر الولادة 

أتيت ولم أخرج خائفاً مترقباً 

فمثلي لا ترهقه أعمال السحرة والأبالسة ...

أتيت من العاشر من محرم 

حاملاً نعشي .. وجراحي تنزف دم جدي وأهل بيتي 

أتيت من فاتحة الكتاب من سورة البراءة إلى ما عاهدتم من المشركين 

لأشعل عظامي في مواقد الزيت 

عند سواعد النسوة في طورا وبدياس ومعركة

 وهنّ يقهرن دبابة المحتل من على السطوح وفي الساحات 

ولأتوضأ من دم داود ومحمد سعد وخليل جرادي 

وعابري السبيل والحدود ...

على نيّة الصلاة ...

 في فلسطين 

إنّ شرف القدس يأبى أن يتحرّر إلاّ على أيدي المؤمنين ..

دثرني تراب الجنوب 

 

فقمت لأنذر أصحاب القصور 

وحولي أكواخ وقبور 

دثرني حُبُ الجنوب 

فأعطيته الجسد 

ووهبني الروح  

وبعته العمر 

 

فاشترى مني وما باع 

نذرت له ما وهبني 

فنذر لي ما أعطيته 

لا أعرف قوماً كقومي

آمنوا بي دون وعد أو وعيد 

وما مكثتُ فيهم أكثر مما مكث الأنبياء مع أقوامهم 

وكنتُ فيهم أكثر حضوراً من غياب الأوصياء ..

سكتت كل الألسن ولم يبق سوى لسان القسم 

أقسم أن عرشي بينكم 

وبيتي قلب كل محروم منكم 

هنا ما بين حيّ النصارى وحي الدراويش وطني 

هنا حيث يُقرع جرس كنيستي 

 

ويُرفع آذان مسجدي 

هنا يكتب تاريخ الوطن على مرأى من الشمس والبحر

وبأيد رجال تحمل زينة السلاح ..

هنا يصحو ولا يغفو موسى الصدر ما بين الفوج  والموج 

أنتم يا إخوتي الثوار كموج البحر متى توقفتم إنتهيتم .