أعتقد أن واحدا من الاطراف المتضررة من توقيع الاتفاق النووي المنتظر، هو حزب الله وخلفه التيار الراديكالي المتشدد ( الحرس ) في ايران الذي لا شك انه سيفقد دوره الجهادي في حال تمت التسوية وقضي الامر، واذا اضفنا الى هذا المعطى، ملاحظة تحليق الحزب بالاونة الاخيرة في الكثير من الموضوعات خارج سرب السياسات الخارجية الايرانية كالتقارب مع المملكة العربية السعودية على سبيل المثال يمكننا حينئذ ان نطرح السؤال الكبير : هل تحرك هادي مطر وطعن سلمان رشدي وفق فتوى الخميني او وفق فتوى حسن نصرالله ؟
 

 

لم يكن ما اقدم عليه المواطن اللبناني هادي مطر ابن قرية "يارون " الجنوبية ، من محاولة قتل الكاتب البريطاني سلمان رشدي صاحب كتاب "آيات شيطانية " هي المحاولة الاولى، فقد سبقه الى ذلك في عام 1989 ابن قرية " طيرفلسية " الجنوبية ايضا في محاولة جرت بالعاصمة البريطانية لندن ولكنها هي الاخرى باءت بالفشل بسبب خلل في العبوة التي كان مازح يجهزها مما ادى الى مقتله 

 


الا ان وبمقارنة سريعة بين المحاولتين ( مازح – مطر ) يمكن لنا سريعا ان نتلمس فارقا كبيرا بمقاربة الحادثتين من قبل النظام الايراني تحديدا، ففي حين ان محاولة مصطفى مازح تم تبنيها بشكل علني من قبل كل المعنيين بايران مسؤولين وإعلام وجهات رسمية، واعتبر ولا يزال مصطفى مازح شهيد الواجب وشيّع في الجنوب حينها كبطل من ابطال "المقاومة " استشهد على جبهة دفاعه عن الاسلام المحمدي الاصيل.

 

 

في حين اننا نجد شبه تبرؤ ايراني من هادي مطر كما اعلن الناطق باسم الخارجية الايرانية، مما انعكس ضياعا على المستوى جماهير حزب الله، ففي حين كنا ننتظر ان يعم جو الفرح وتوزيع الحلوى والبقلاوة في شوارع الضاحية كما كان يحصل بعد كل عملية اغتيال لقادة 14 اذار، فقد شاهدنا صمت مطبق ما خلى اصوات قليلة مدافعة من هنا وهناك.

 

 

الجدير بالذكر هنا، بأن " فتوى" الامام الخميني التي صدرت شباط 1989 ( 33 عام )، هي فتوى تدبيرية، اصدرها الخميني بوصفه قائد دولة ايران، وليست فتوى دينية تصدر عن مرجع تقليد، وبالتالي فان هذه الفتوى تخضع كأي قرار سياسي الى ظروفها الموضوعية والى المصلحة العليا للدولة وبطبيعة الحال فهي قابلة للتبدل والتغيير وفق الظروف لذا كان الموقف الايراني الواضح في اواخر التسعينيات بأن الحكومة الايرانية لا تسعى لتنفيذ تلك الفتوى.

 

 

ومن هنا وعشية توقيع الاتفاق النووي الايراني – الاميركي، التي يحاول النظام الايراني التوصل له ويعتبره حاجة ملحة يتنفس من خلاله الصعداء بعد رفع العقوبات المنهكة لكاهله الاقتصادي ، يمكننا ان نطرح السؤال البديهي: هل مصلحة ايران في هذه اللحظة الاقدام على فعل قد يُذهب سنوات طويلة من التفاوض والمباحثات؟ أم ان طرف ثالث متضرر من اي تقارب ايراني غربي هو من يقف خلف هذا الفعل ويحاول زج ايران فيه.

 


 
أعتقد أن واحدا من الاطراف المتضررة من توقيع الاتفاق النووي المنتظر، هو حزب الله وخلفه التيار الراديكالي المتشدد ( الحرس ) في ايران الذي لا شك انه سيفقد دوره "الجهادي " في حال تمت التسوية وقضي الامر، واذا اضفنا الى هذا المعطى، ملاحظة تحليق الحزب بالاونة الاخيرة في الكثير من الموضوعات خارج سرب السياسات الخارجية الايرانية كالتقارب مع المملكة العربية السعودية على سبيل المثال يمكننا حينئذ ان نطرح السؤال الكبير : هل تحرك هادي مطر وطعن سلمان رشدي وفق فتوى الخميني او وفق فتوى حسن نصرالله ؟