هل يمتلك الروسي اوراق ضغط على الايراني كي يحرك ورقة الحزب والذهاب نحو التصعيد؟، في ظل تعثر مفاوضات فيينا، وهل سوف تسمح اسرائيل وخلفها الغرب واميركا بان يتحول حزب الله الى لاعب يهدد مصالح اللاعبين الكبار ؟
 

" شو عمو في حرب " ؟؟... رسالة وصلتني بالامس عبر الوتس اب  من ابنة اخي التي تزور لايام زوجها الذي يعمل في العراق، وسؤالها طبعا يستبطن الاستيضاح  الاهم، " برجع ع لبنان " ؟؟ 

 

ومن ناحية ثانية كتب احد الفتية من ضيعتي الجنوبية على صفحته ممازحا : "امي حضّرت الشنطة، واتصلت باصدقائها الذين هربنا اليهم في 2006 " 

 

 

هذا ولا يخفى على احد ان السؤال الاول هذه  الايام الذي يدور على ألسنة الجنوبيين خصوصا وكل اللبنانيين عموما، والذي تخطى من حيث الاولوية سؤال : " قديش الدولار اليوم " هو : هل في حرب ؟؟ 

 

بالواقع فانا لا اخفي جوابي عن هذا التساؤل والذي ارسلته لابنة اخي بأن الامور مفتوحة على كل الاحتمالات، تماما كما اجاب المعاون السياسي لامين عام حزب الله حين سأله وليد جنبلاط نفس السؤال، إلا ان الحج حسين خليل افترض ان الكرة في الملعب الاسرائيلي وعدم رضوخه للشروط " اللبنانية " بموضوع الترسيم واستخراج الغاز والنفط 

 


في حين انني اعتقد أن مسار الامور اعقد بكثير من مجرد الموافقة الاسرائيلية، فغاز كاريش المنتظر اوروبيا دخل من الباب الواسع بمجريات الحدث الدولي، ووضعنا هذا الغاز بمحازات الجغرافيا السياسية الملتهبة في اوكرانيا وبالتالي تحول الامر من مجرد خلاف على حدود وثروات الى عنصر بالمعادلة الدولية 

 

وهذا يفرض علينا ان نرى الامور من زاوية مختلفة تماما، فالروسي هذه المرة هو المتضرر الاول من استخراج غاز كاريش ( بداية ايلول ) وارساله من اجل تدفئة شتاء اوروبا القادم، مما يعني ان الروسي سوف يدفع بالمنطقة ( جنوب لبنان ) الى المزيد من السخونة لتحقيق مآربه.
 
يبقى السؤال هنا، هل يمتلك الروسي اوراق ضغط على الايراني كي يحرك ورقة الحزب والذهاب نحو التصعيد؟، في ظل تعثر مفاوضات فيينا، وهل سوف تسمح اسرائيل وخلفها الغرب واميركا بان يتحول حزب الله الى لاعب يهدد مصالح اللاعبين الكبار ؟ فاذا كان الجواب بالنفي وهذا طبيعي، فهل ما تقدم عليه اسرائيل من إستفزاز شبه يومي وليس اخره رفض المقترح اللبناني والتسويف في عملية الترسيم هو مقدمة لاستدراج الحزب الى حرب تعيد " بنظرها " امكانية تأثير ادوات ايران بالمنطقة الى احجام محلية ليس اكثر عبر حرب استباقية كما حصل مع الجهاد الاسلامي في غزة ؟؟ 

 

أم ان المصلحة الايرانية العليا تقتضي، بتبريد الجبهات وشراء المزيد من الوقت من خلال ابرام اتفاق فيينا باعتبار ان ارضاء الروسي ليس اولوية الان للنظام الايراني وان "زعله" لا يشكل منعطف خطير في ظل انغماسه بالحرب الاوكرانية وحاجته الملحة للحلفاء والاصدقاء.

 

 اعتقد ان الامور معقدة جدا لدرجة ان الانزلاق نحو الحرب في ظل تعثر اي إنفراجات بالافق المسدود قد يكون هو المرجح.