إنَّ معنى مفهوم "السنة" في اصطلاح الفكر الشيعي الإمامي هو:( قول النبي (ص) أو المعصوم (ع) وفعله وتقريره) لأن الملاك في حجية سنة النبي (ص) هو عينه في سنة أهل البيت (ع) كالعصمة أو الإبلاغ عن الله تعالى وما شابه ذلك. إنَّ مسألة ثورة الإمام الحسين (ع) كما ذكر آية الله ـ نعمت الله صالحي نجف آبادي ـ في كتابه القيم (الشهيد الخالد) ـ هي من أعقد المسائل في تاريخ الإسلام، وعلة هذا التعقيد وجود اختلافات وتعارض فيما ذكرته المصادر والوثائق التي تحدَّثت عن هذه الواقعة، الأمر الذي أدَّى إلى بروز آراء ووجهات نظر مختلفة حول طبيعة تلك الثورة وحقيقة أهدافها. ومن جهة أخرى لمَّا كان عمل الإمام المعصوم حُجَّة كان لا بد من معرفة حقيقة نهضته كي يتمكَّن الناس من اتِّباعها والتأسِّي بها، وعليه فإن حركة الإمام هذه موضوع لمسألة فقهية وعملية هامة. لهذا السبب أقترح أن تُدرَّس مسألة ثورة سبط النبي (ص) في الحوزات العلمية بالطريقة ذاتها التي تتم فيها دراسة المسائل في المباحث الاجتهادية العليا (بحث الخارج) من قِبَلِ العلماء ذوي المرتبة العلميَّة العُليا، وأن تُنشر نتيجة هذه الدراسة والأبحاث بين الناس، كي ننتهي من التشويش والفوضى والاختلافات التي نجدها في كتابات المؤلِّفين أو بيانات الخطباء والمتكلِّمين الذين يتحدَّثون عن تلك الحركة، ويخرج الناس من هذه البلبة والحيرة من جهة ويتمكنوا من الجهة الأخرى من الاستفادة من ثورة الإمام العظيمة واتِّباعها والاقتداء بها ـ. إليك يا أبا عبد الله الحسين، يا سيد الشهداء، ويا من مضيت وعيالك وصحبك حتى التضحية بأبدانكم الطاهرة، والعاشقين بنفوسكم وأرواحكم المتعلقة بحبلٍ من السماء في سبيل طرد كل فرعوني طاغٍ ومستبدٍ قاتل للنفس المحترمة، إليكم يا أنبل خلق الله، دماؤكم غسلت الأرض الموحلة بلون الخمرة والقردة، لينتعش صبية الأمراء من فم السيف وسيقان الجواري، يا من لم تستسلموا أمام الخارجين على الله والناس والقانون والنظام، لأنكم ترفضون أن يتحكم برقاب الناس أغيلمية من أمية وقريش، قياصرة وجبابرة ولصوص وسافكي دماء وسماسرة، وإمارة الرَّي، والدالية الحمراء والخضراء، ليشربوا نخب دم الدين، ويمضعون بأنيابٍ مفتسرة عظام طفلٍ رضيع، إليك يا ملاك الله يا حسين المظلوم الشهيد، يا تلك الروح الطاهرة، ويا من صحبتم الدنيا بأبدانٍ أرواحها معلقة بالمحلِّ الأعلى، إليك سيدي يا ملاك الحرية والدين والقرآن، ويا ثقل الأرض والسماء، ويا جرح محمد وعلي والحسن، ويا جراح كل مظلومٍ ومحرومٍ ومستضعف.. وقفت بموكبك الحياة وسجَّلت / لك في جبين الدهر رمزاً خالداً وتنهدت لك عن غرامٍ صادقٍ / لمَّا رأتك إلى المنية ناهداً ضلَّت مقاييس العقول ولم تزل / ما بين أمواج الحقيقة صامداً بسمت لمطلعها فكنتَ لها فماً / وهوت لمصرعها فكنتَ لها فداً.