بعد حرب البيانات الدائرة ما بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي والنائب جبران باسيل بات غسيل حليفيّ حزب الله منشوراً على السطوح كافة وهذا الغسيل الوسخ لباس السلطة التي تعاقبت حكوماتها المجيدة على لبنان منذ دخول الجميع في الإتفاق الرباعي وإرساء نظام المحاصصة التي وزعت الثروة نهباً بين أطيافها . ذكر حزب الله أكثر من مرة بأن الفساد مشكلة حلفائه ولم يستثن أحداً حتى ملفات النائب فضل الله وما هُرّب منها من أسماء ومن بينها الرئيس السنيورة هي شاهدة على تحالفات الحزب مع الفاسدين سواء كانوا هنا أو هناك لا فرق في ذلك ما دامت السلطة القائمة صنيعة تحاصص سياسي ناهب للبلاد والعباد . حتى أن اللبنانيين يرون في الحزب حامي حمى الفاسدين وهذا ما لايتنكر له الحزب كما ذكرنا لأن إخفاء هويات الفاسدين أمر مستصعب ومستحيل طالما أن الشركاء أنفسهم يفضحون بعضهم البعض بمناسبة وبدون مناسبة وما يحصل اليوم من تراشق مفتوح بين ميقاتي وباسيل هو دأب الساسة في لبنان ولا مجال لتجاوز ذلك وهذا ما دفع ببعض قيادات الحزب إلى القول بأنّ جبران باسيل حليفه لكنه غير مسؤول عنه من الرضاعة وحتى الشيخوخة . هذا التصريح جاء بعد أن بلغ سيل النيل من فساد جبران زُبى الحزب ولم يعود بإستطاعته الإستمرار في السكوت عنه خوفاً من شرعية يعطيها جبران للحزب تجعل منه حالة لبنانية لا إيرانية وهنا الطامة الكبرى من قبل من يؤيد ويتبنى سياسة الشرعنة التي يدين بها الحزب لجبران . لا إمكانية لنقاش الشرعية المستوحاة من التيّار العوني شأن القوى السياسية والعقلية السياسية اللبنانية والعربية والشرقية عموماً والتي تعتبر نقاش أي موضوع هو طعن في بنية هذه العقلية التي تقرر دون نقاش ولا إمكانية للنظر في وجهة سير متبعة في هذا الحزب أو ذاك وهذا مايشمل الأحزاب المسيحية أيضاً والتي تدّعي وصلاً بالغرب الديمقراطي . بات لصيقاً سوء السياسة الجبرانية بحزب الله وماعادت تجربة التيّار في السلطة تجربة خاصة بالعونية السياسية بقدر ما هي مرتبطة بشبكة التحالفات القائمة والتي تبرر من جهة وتسهل من جهة للفاسدين فسادهم السلطوي وهذا أيضاً ما ينسحب على حلفائه ممن يمتهنون تجارة الفساد وهذا يشمل خصومه أيضاً لأن سلّة الفساد واحدة كونها تمتلىء بفعل حكومات المحاصصات ومن شأن الشراكة الحكومية أن تغطي ما يجري في ورشها من فساد هو غبّ الطلب لأطرافها كافة . أكثر ما يدين المتبرئين من الفساد حرصهم الشديد على إبقاء الفاسدين في السلطة كمسؤولين ثابتين لا إمكانية للمسّ بهم وتوفر لهم سُبُل الحماية المعنوية والمادية وتوفرلهم أيضاً مقتضيات بقائهم قوى نافذة ومسيطرة في بيئاتهم ومجتمعاتهم الطائفية . لم تكن الإنتخابات النيابية إلاّ دلالة على حشد السماء والأرض من أجل حلفاء ينادون بعضهم البعض بأسماء الفساد .