عمد السيد حسن نصرالله أمين عام حزب الله في خطابٍ أخيرٍ له، إلى الإدعاء بأنّه حائزٌ على تكليف إلهي في كافة تصرفاته وسلوكياته، وفي هذا الإدّعاء الشيئ الكثير من الجرأة، فضلاً عن التّعمية والتضليل، إذ يربط السيد نصرالله شخصه بالذات الإلهية، وهكذا تغدو تصرفاته وسلوكياته وأقواله مُستندة إلى ما هو مُتعالٍ ومقدّسٍ ومعياري، وهو الله، فالله هو الذي يقول الحقيقة-القانون للبشر، (أو الحقّ بلغة القرآن)، وهو الذي يُحدّد الوسائل التي تُمكّن الإنسان من نيل النجاة الأبدية عن طريق اتّباع الحقّ باستمرار، ودون تخاذلٍ أو تردد، فالحق واحد، مطلق، غير قابل للمناقشة، وتحديداً كهذا للحق والقانون، يمكن نعته بالشمولي والإجباري، فهو لا يُقرّ الإستثناء ولا النسبية، ولا الفروق الخفيفة، ولا التاريخية، ولا المراجعة، إنّه صالحٌ أبدياً لكل الأماكن والأزمان، وكل البشر، وحده الله صانعُهُ، ويمكنه أن يكمله، أو يراجعه، أو حتى يستبدل به حقّاً آخر. هذا ما كان السيد نصرالله يبغي أن يُفهمه، أو يُلقنّه لمن تساءل مستنكراً: من كلّفك بهذا الأمر أو ذاك؟ إنّ تكليفه إلهي، وكلامه إلهي، وانتصاراته إلهية، وهو لذلك معصومٌ عن الخطأ والزلل، طالما أنّه في مرتبة من يتلقون الوحي الإلهي، المتعالي والمقدس، وطالما أنّ سيل الأنبياء لم يتوقف منذ مهد البشرية حتى اليوم