لا تتوانى شخصية حزبية أساسية في التركيبة السياسية عن وصف التجربة العونية منذ ترأس الجنرال للحكومة العسكرية وإستخدام المدافع تارة بإتجاة بيروت تحت عنوان تحرير لبنان من الوجود السوري وتارة بإتجاه القوّات اللبنانية تحت عنوان حرب الإلغاء وما بعد ذلك من تمترس في قصر بعبدا وعدم الإستماع إلى الدول الناصحة بضرورة تسليم القصر ورفضه لكل النصائح الغربية والعربية واللبنانية الأمر الذي أدّى إلى تكليف النظام السوري  في فرض الحل عن طريق الحرب التي أدّت إلى نهاية دور الحكومة العسكرية برئاسة الجنرال ميشال عون .

 


لتنتهي بذلك مرحلة عونية ولتبدأ بعدها مرحلة عونية جديدة بدأت مع عودة الجنرال من منفاه في فرنسا إلى بيروت ومعه القرار القرار 1559بكل محمولاته وأبعاده ومضامينه التي تكرّس خلافاً كبيراً مع النظام السوري وحلفائه إستمر إلى لحظة الإستدارة وتوقيع إتفاق مار مخايل والذي أسّاس لمرحلة عونية جديدة أيضاً كانت من أبرز نتائجها تغييب الإستقرار بتعطيل إنتخاب الرئيس ميشال سليمان لفترة ومن ثم تعطيل حكومات عهد سليمان بعد إنتخابه لأشهر وهذا ما سبب المزيد من غياب المسؤولية والدفع بإتجاه عدم الإستقرار لخلق فوضى معينة على حساب الحاجة إلى ما يعزّز من سلطة المؤسسات ودورها وخاصة على مستوى الإدارات التنفيذية .

 


مع نهاية فترة ولاية الرئيس ميشال سليمان مضى لبنان في أزمة الفراغ الرئاسي تحت شعارعوني جديد إما الجنرال وإمّا الفراغ وبعد الفراغ وصل الجنرال ميشال عون إلى قصرالرئاسة للخروج من نفق الفراغ القاتل وبإنتخاب جامع لأحزاب الطبقة السياسية وحدث أيضاً في المرحلة العونية الرئاسية الكثير من الفراغات ولأشهر في الإستحقاقات الحكومية الأمر الذي أدّى أيضاً إلى فوضى على حساب الإستقرار المطلوب على حساب إنتظام عمل الحكومات .

 


وتكمل هذه الشخصية السياسية البارزة حزبياً قائلة : بأن عهد الرئيس ميشال عون شهد أزمات لم يشهدها لبنان منذ نشأته وهو القائل مقولته الشهيرة بأننا واصلون إلى جهنم وحتى اللحظة يحدث فراغ في تشكيل حكومة جديدة إستمراراً لمواقف الرئيس في تجاربه كافة سواء كان في السلطة أو كان في المعارضة وسواء كان جنرالاً أو رئيساً .

 


تنهي هذه الشخصية سردها للتجربة العونية بخاتمتين أولهما متعلقة بالنتائج الجهنمية التي شهدها التاريخ العوني بغض النظر عن الظروف والأسباب التي قد يشاركنا بها الكثيرون في لبنان أو يختلف معنا القلّة القليلة من اللبنانيين والثانية مرتبطة بالمرحلة القادمة والتي سيبدأ من خلالها الفرج الأكيد مع إنتهاء عهد الرئيس .

 


لم تنس هذه الشخصية من ذكركيف عملت العونية السياسية على إضعاف المواقع المسيحية الوازنة سواء في السلطة أو في المجتمع وهذا ما كرّس موقفاً مسيحياً سلبياً من التيّار العوني بان جلياً في أكثر من إستحقاق .
هذه القراءة قد يتقاطع معها أخصام العونية السياسية من مسيحيين وغير مسيحيين ولكنها لا تصل إلى حد التعبير عن رؤية مشتركة بين اللبنانيين وهذا ما يجعل من التيّار العوني هدفاً قابلاً للطعن من جهات متعددة سواء ممن كانوا من 14 آذار أو ممن هم في 8آذار وهذا ما يحتاج إلى إعادة النظر من التيّار في التيّار من قبل خصوم وحلفاء له ويبدو أن ما وصل إليه التيّار من نتائج على مستوى الحلفاء بات محصوراً بحليف واحد هو حزب الله فقط دون غيره من حلفاء الحزب وهذا بحد ذاته ما يجعل التيّار واهناً لأن قوّة دورأي حزب سياسي مرتبطة بقوّة تحالفاته .