بعد مجيء حنكش وحنيكش ومنكش ومنكوش وتمّ البصم عليهم بالباهم أو بالحافر لم تعد الطوائف بخطر باتت آمنة مستأمنة من كل أعداء الداخل والخارج وطاب لها الرواق وإستراحة الفوز بجنة المكاتب وما عاد الجحيم جحيماً بات روضاً تجري من فوقه أنهار من سلسلبيل السياسة العذبة وتسبح فيها حيتان المال لتحمي ثروات الطائفيين الذين إكتالوا على الوطن وباعوه بعد أن وزعوه فيما بينهم .

 


لقد رزقهم الله من نعم الشعب الذي لا يبخل عليهم بشيء إذ يبقى مشدوداُ إليهم مشدوهاً بهم تبعاً لأوامر أولي الأمر المكلفين من السماء مباشرة بمصادرة قرار الناس والأمّة اللبنانية على خفتها تصدق سياسة التكليف المباشر من رب السماوات و الأرض .

 


خفت خطابات وتصاريح ومؤتمرات القيادات الحزبية ولم تعد هناك من حاجة لها لأنّه وبين ليلة إنتخابية وضحاها إنتهى الخطر لم يعد موجوداً زال عن الطوائف الخائفة تحررت الطوائف منه ومن نتائجه المدمرة للوجود لقد بتنا أفضل حالاً بوصول أصحاب السعادة من المكرش إلى المكروش .

 


إنتهى مفعول حبّة الطائفة المحاطة بالأعداء لم يعد العدو موجوداً لقد تغلبت عليه أحزاب الطوائف فطردت المحتل وحبست الفاسدين ولملمة بقايا الوطن بيدين مجرحتين بأشواك المشاكل وأبر الصعاب .
لا أحد يرى أو يسمع ما يجري من فقدان لأبسط وسائل العيش في ظل سياسات إحتكارية تسهم الشبكات السياسية في توفير ما يلزم لها من حمايات ولم تعد الماكنات الإنتخابية التي إفتخروا بها وبتنظبمها وبدقّة معلوماتها متوفرة كي تدير أزمة من الأزمات التي هم أسبابها وانتهى دور المال الطائفي لأن بعد الإستحقاقات لا تتوفر الأموال 

 


لا أحد على إستعداد كي يلجم محتكراً هنا وهناك ومن الطبيعي أن يكون غضّ النظر عن أزمة الرغيف مسألة متصلة بالسمسرة القائمة في الشراكة الواضحة مابين الشبكات السياسية والمؤسسات العاملة في صناعة الغذاء والدواء والنفط ومشتقاته لأن غياب الرقابة الفعلية وترك الأمور لشطارة التاجر تؤكد النسبة التي تتقاضاها أحزاب الطوائف وإلاّ من أين تستمد الأفران ومحطات الوقود والصيدليات والتعاونيات ولصوص الصيرفة وكل مرفق مشابه قوّة التصرّف والتحرّر من أيّ قيد وتخضع  لمزاجية أصحابها تحديد الأسعار وخلق الفوضى ودبّ الذعر وجعل اللبنانيين مجرد عبيد لسلعهم التي باتت بوزن الذهب .

 


الحمدلله أن الخطر زال عنكم بوصول من لا لون لهم ولا طعم ولا رائحة من عبيد أسياد لا حول لهم ولاقوّة سوى الصلاة وإعتماد سياسة التقديس لمن منّ عليهم برتبة دنيوية تسعدهم في دنياهم وتوفر لهم نعمة مادية ومعنوية لا تزول وهي تحميهم وتحمي عائلاتهم المباركة من كل خطر داهم لطائفة هنا وطائفة هناك .

 


أمام أوهام الخطر المبتكر تستنفرون كل عصبية وتطلقون كل نار وشر وأمام كل أزمة إقتصادية وإجتماعية وإفسادية لا ترون خطراً يحيط بطائفة وإن إصطفت طوابير طوابير وتقاتلت على رغيف خبز لأن كروش مكروشي الطوائف يصل إليهم رغد الحياة بوفرة كبيرة وجودة عالية ومطبوحة على نار البترودولار .