حزب الله يعرف بأن لا ضير عند الاسرائيلي بأن يعطي لبنان حقل قانا وفي ضهره السماح للشركات الغربية ببدء العمل طالما ان لا استخراج للنفط والغاز قبل سبعة سنوات على الاقل، فأراد الحزب ان يفرض معادلة جديدة هو بأمسّ الحاجة اليها على الدوام فيستطيع من خلالها تحقيق انتصار جديد يضاف الى انتصاراته ولو ضاعت فلسطين ومعها لبنان، المعادلة تقول نعطيكم النفط والغاز مقابل ان تعطونا النصر
 

فجأة وبطريقة بهلوانية قفز حزب الله من خلف الدولة ليقف منتصب القامة أمامها ويرسل ميسيّراته الثلاثة باتجاه كاريش ، والدولة هنا المقصود فيها اولا واخيرا حليفه القوي المزروع في قصر بعبدا، لانه المعني الاول بملف التفاوض مع العدو الاسرائيلي حول ترسيم الحدود البحرية.

بالتأكيد فإن القفزة البهلوانية هذه، لا تدلل البتة عن عدم ثقة الحزب لا سمح الله بموقف حليفه ولا هي نتاج شعور عند الحزب بنية ميشال عون التفريط بالثروة النفطية لصالح العدو بسبب امتناعه عن توقيع المرسوم 6433، ابدا، فميشال عون لا يوقع امرا ولا يمتنع عن توقيع الا تلبية لرغبة الحزب وأوامره.

 

 

اذاً ما هو الدافع خلف هذه القفزة السيركية ؟ وهذه الاستفاقة المفاجئة والاهتمام المستجد بالنفط والغاز بعد نومة طالت سنوات، فالحديث عن الحدود البحرية مستمر منذ عام 2007  حين توقيع الاتفاقية المؤقتة بين لبنان وقبرص، والحديث عن حقل كاريش واكتشافه من قبل العدو الغاشم عمره من عام 2013 اي منذ حوالي التسع سنوات ( الوقت المستغرق لاستخراج النفط من لحظة اكتشافه ) 

 

 

بالتأكيد الموضوع لا يتعلق بالنفط ولا هو متعلق بالازمة الاقتصادية التي يعاني منها البلد، فكل هذا ليس من اهتمامات الحزب ولا هو على اجندته السياسية اصلا، فالحزب غير معني باستخراج النفط والغاز وكل تلك الامور الدنيوية السخيفة، ما يعنيه أولا وأخيرا هو استخراج الانتصارات، والتنقيب عن الانتصارات، وبيع الانتصارات 

 


يعلم حزب الله جيدا، ان العقل الاسرائيلي كما العقل الغربي لا يعنية الانتصارات التلفزيونية، بل اكثر من ذلك فهو لا يمانع من اعطاء خصمه او عدوه "انتصارات اعلامية " طالما ان هذه الانتصارات لا تقف حاجزا امام تحقيق مصالحه الكبرى المرتبطة حصرا بمصالح كيانه على عكس دول وقادة محور الممانعة التي جل همها تسجيل انتصارات شخصية توضع في حساب القائد التاريخي والزعيم الاوحد وهذا هو الاهم وهذا كان يسعى اليه عبد الناصر بصواريخه الكرتونية الظافر والقاهر ولو ضاعت فلسطين ومعها سيناء وهذا ما عمل عليه حافظ الاسد باستراتيجية توازن الرعب ولو ضاع الجولان.

 

 

فحزب الله يعرف بأن لا ضير عند الاسرائيلي بأن يعطي لبنان حقل قانا وفي ضهره السماح للشركات الغربية ببدء العمل طالما ان لا استخراج للنفط والغاز قبل سبعة سنوات على الاقل، فأراد الحزب ان "يفرض" معادلة جديدة هو بأمسّ الحاجة اليها على الدوام فيستطيع من خلالها تحقيق انتصار جديد يضاف الى انتصاراته ولو ضاعت فلسطين ومعها لبنان، المعادلة تقول نعطيكم النفط والغاز مقابل ان تعطونا " النصر "، وكل المؤشرات تدلل ان هذا ما سوف يحصل في الايام القادمة ( الاسابيع التي تحدث عنها ميشال عون واللواء عباس ابراهيم )، فتبدأ اسرائيل باستخراج النفط وبيعه لاوروبا فيما تكون الاحتفالات على شاشة المنار مشتعلة ومنتشية بالاحتفالات والتحليلات التي تخبرنا بأن العدو الغاشم ما كان ل"يخضع" صاغرا ذليلا لولا مسيّرات نصرالله. وبالطبع فإن هذه الاحتفالات لن يحضرها الا أصحاب ألواح الطاقة الشمسية لأن الكهربا والاشتراك سيكون مقطوعا .