كما أتاح الإجتماع النيابي اللبناني قبل أكثر من ثلاثين عاماً، فرصةً ثمينة لإنقاذ لبنان من ويلات الحرب الأهلية التي كان قد مضى على اندلاعها أكثر من ستة عشر عاماً، عبر اتفاق الطائف، الذي وضع حدّاً لتلك الحرب، ورسم دستوراً جديداً لِلُبنانٍ مُعافى، وسيّدٍ ومُستقل، مُنتمٍ إلى محيطه العربي، ومنتظمٍ مع المجتمع الدولي وقراراته الشرعية، ها هي المملكة العربية السعودية تُقدّم للبنان هذه الأيام فرصةً لا تُعوّض، عبر قرارات القمّتين السعودية-الأميركية، والسعودية- العربية، عبر التّأكيد على سيادته واستقلاله، وسلامة أراضيه، ووقف التدخلات الإقليمية السافرة في شؤونه، والتي تقوم بها إيران، بواسطة ذراعها العسكرية، حزب الله منذ عقودٍ أربعة، ممّا أدى ويؤدي إلى انهيار النظام، وتهديد الكيان، لأول مرّة منذ قيام دولة لبنان الكبير قبل أكثر من مائة عام.
هل يقرأ حزب الله، الضّنين على مصالح اللبنانيين وثرواتهم، كما حاول أمينُه العام أن يدّعي قيل عدة أيام، في خطابه التصعيدي الأخير، هل يقرأ ويُقرّ، بأن لا خلاص للبنان إلاّ بإعادة انضوائه في الحضن العربي، وتحت خيمة المجتمع الدولي، ولتذهب الحسابات الإقليميّة الخاسرة والمُدمّرة إلى الجحيم، ولتنتهِ معها كل الإدعاءات والبهورات الفارغة، والشعارات الواهمة والمُضلّلة لتيار المقاومة والممانعة، ومُناصريه "الذمّيين" لا نستثني منهم أحدا، إذا ثاب حزب الله إلى رشده، فالخليج العربي ومعه مصر والأردن والعراق جاهزون جميعاً لإنقاذه من محنته الراهنة، وخلاف ذلك، لا تبقى سوى دعوة الجنرال ميشال عون بالإنحدار الحثيث نحو جهنم وبئس المصير.