تواصل حملة التشهير الرئاسي بين قصر بعبدا والسراي مسارها التصعيدي التصاعدي على وقع ارتفاع حدة التصريحات والتسريبات والبيانات المتبادلة خصوصاً بعد دخول رئيس التيار الوطني الحرجبران باسيل بقوة أمس على خط الهجوم المباشر على الرئيس المكلف نجيب ميقاتي متهكماً على تنقله على متن اليخت والطائرة بين اليونان وبريطانيا بينما الحكومة تشكّل في قصر بعبدا، ليخرج بخلاصة تفيد بأنّ ميقاتي لا يريد تشكيل الحكومة واعترف بذلك امام كل الوزراء قبل ان يتكلف، ويبحث عن فتاوى دستورية لتعويم الحكومة المستقيلة ويبرر الأمر بأنها مش حرزانة تشكيل حكومة لثلاثة أشهر 

 


بدوره يتجه الرئيس المكلف نجيب ميقاتي إلى التهدئة أقله الكلامية، في وقت يضرب فيه العهد صفحاً عن تأليف حكومة جديدة أو إصدار مراسيمها، ضمن طبخة حسابات، قد تتضح تباعاً، في ما تبقى من هذا الأسبوع، مع إعراض الوسطاء التقليديين عن الخروج إلى الساحة، ومع ما يمكن ان يعلنه الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله ، لمناسبة مرور 16 عاماً عى حرب تموز 2006، وما نجم عنها من ترتيبات، يترجمها القرار 1701، والهدوء غير الخاضع لقرار وقف النار، باعتبار ان ما هو معمول به قرار وقف الاعمال الحربية في 14 آب2006 . 

 


 وفي اطلالته،لفت الأمين العام لـحزب الله إلى أنّ رسالة المسيّرات أتت ضمن سياق متدرج من الخطوات التي سنقدم عليها، وقال رداً على قول البعض إن ذلك يناقض ما سبق أن أعلنه الحزب عن الوقوف خلف الدولة في ملف الترسيم: الشباب فاهمين الموضوع غلط... نحن لم نقل أبداً إننا خلف الدولة في الضغط على العدو بل على العكس نحن قلنا إننا لن نقف مكتوفي الأيدي ولم نلتزم ولا سنلتزم مع أحد خلاف ذلك بل من حقنا القيام بأي خطوة نراها مناسبة وليكن هذا واضحاً ومعلوماً لما هو آت. 

 


وإذا كانت ملفات لبنان ستحضر في محادثات الرئيس الأميركي بايدن في العواصم التي تشملها جولته، فإن الوضع الداخلي، على مستوياته كافة، يدخل مرحلة غير مسبوقة من التأزم، تجعل حكومة تصريف الأعمال عاجزة تماماً عن العمل، في وقت وضعت فيه تشكيلة الرئيس ميقاتي في جارور الرئاسة في بعبدا، وكأنها لم تكن .


وعلى المستوى الداخلي فيما يتعلق بملف تشكيل الحكومة الجديدة، لم تطرأ اي تطورات في مسار التشكيل تؤدي إلى حلحلة العقد والعراقيل الاساسية التي جمدت عملية التشكيل .

 


وتتوقع المصادر ان يعاود البحث بملف تشكيل الحكومة  ، حيث من المحتمل ان يلتقي رئيس الجمهورية مع الرئيس المكلف لهذه الغاية،لكن في ظل اجواء ومواقف متشنجة من قبل رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، لا تؤشر الى امكانية تحقيق اختراق ملموس في ملف التشكيل، بسبب جملة اسباب، اولها محاولة نسف التشكيلة الوزارية التي قدمها ميقاتي لرئيس الجمهورية، واعادة تركيب تشكيلة مغايرة تماما تلحظ توسيع الحكومة لتضم ثلاثين وزيرا، من بينهم ستة وزراء دولة، على أن يعاد توزيع الحقائب الوزارية الاساسية والوازنة من جديد على اساس المداورة، او ابقاء القديم على قدمه، اي ابقاء وزارة الطاقة من حصة فريق رئيس الجمهورية، اي التيار الوطني الحر، في حين يبدو رئيس الحكومة المكلف منفتحا لمناقشة التشكيلة الوزارية مع رئيس الجمهورية حصرا، والتشاور بخصوصها، مع الاستعداد لتعديلات محدودة، على أن تبقى الحكومة على شكلها الحالي، ووزارة الطاقة لن تسند لاي شخصية من فريق العهد، اي فريق باسيل، لتعذر النهوض بقطاع الكهرباء والفشل الذريع بادارة الوزارة منذ أكثر من عشر سنوات، وبالتالي لم يعد ممكنا أو مستحبا، لتكرار تجربة الفشل من جديد .

 

 


واعتبرت المصادر ان اتساع هوة الخلافات بين عون والرئيس المكلف، يصعب تضييقها، لتمسك كل منهما بمواقفه، وبالتالي فإن ملف تشكيل الحكومة الجديدة بحكم المجمد حاليا، ومن الصعب تحريكه نحو انجاز التشكيلة الوزارية،  اذا لم يبدل كل منهما موقفه، ويتقدم خطوة باتجاه الاخر، ورجحت الاستمرار في دوامة الشروط والمطالب التعجيزية التي يطرحها رئيس التيار الوطني الحر بواسطة رئيس الجمهورية، لاستهلاك مزيد من الوقت بلا طائل، لحين موعد الاستحقاق الرئاسي الذي اصبح على الابواب ، التي يحرص رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى دعوة المجلس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، فور حلول موعد الانتخابات، بدون اي تأخير  لقطع الطريق نهائيا  امام اي طرف للتذرع، بالفراغ، او بوجود حكومة غير اصلية، او لمجرد التفكير للتمديد لرئيس الجمهورية ميشال عون، او لاستمراره بسدة الرئاسة بعد انتهاء ولايته في نهاية شهر تشرين الاول المقبل .