وهكذا الكثير من الاداء السياسي المتبع والذي لا يخدم الا حكام الجور الذين ملأوا الارض ظلما وجورا فإن النتيجة بكل تأكيد ستكون ان واحدا من المجتمعين معه او كلهم سيفتحون الشبابيك وكل إعلامهم ويصرخون بأعلى اصواتهم ( شيعة سفارة شيعة سفارة شيعة سفارة ) .
 

ليس جديدا على التاريخ الشيعي، وجود من ينتحل صفة التمسك بالائمة والسير على نهجهم زورا وبهتانا، ولطالما عانى الائمة الاطهار انفسهم  من امثال هؤلاء، وتضج الكتب الشيعية بروايات واحداث تخبرنا عن تبرؤ الائمة من جماعات او شخصيات كانت تدعي الاقتداء بهم والسير على منهاجهم، ولدينا في التراث الشيعي عشرات بل مئات المواقف الواضحة، وحالات كثيرة كان الناس تشتكي لاحد الائمة من سلوك وظلم منتحلي صفة التشيع، فيأتي الرد " هؤلاء ليسوا من شيعتنا"، يضاف الى كل هذا المخزون التراثي الثابت، ما تتناقله السرديات الشعبية في الوسط الشيعي والتي تصب في نفس المنحى، ومنها ما يُحكى عن رجل دين كان يظهر للناس كثير تعلقه بالامام المهدي، فلا يترك مناسبة الا ويدعو فيها بتعجيل خروجه المبارك، وان يكون هو من انصاره واعوانه والذابين عنه والمستشهدين بين يديه، وبالطبع يترافق كل ذلك مع سيل جارف من الدموع والخشوع ومظاهر التقوى، 

 


الى حين ان في احدى الليالي يُقرع الباب على هذا الشيخ ( كما تقول الرواية )، وعند السؤال عن الطارق يكون الجواب انه الامام المهدي، فيدخل الدار والشيخ "يتمرمغ" تحت قدميه ويطلق كل عبارات التبجيل والاحترام، فبدأ الامام يخبره ان المطلوب الان ولتحقيق امنيته بالانضمام اليه بأن يتخلى عن كثير من ثروته المالية التي تشوبها الشبهات، وكذلك عن بيته المبني على ارض هي لاخيه وتجارته التي فيها نصيب من الربا، وان يعتذر من جاره الذي ظلمه، وهكذا صار الامام يعدد ما يجب ان يفعله ليصبح جاهزا للالتحاق به، وتكمل الرواية ان ما كان من هذا الشيخ إلا أن فتح شباكه واخذ يصرخ بأعلى صوته " حرامي حرامي حرامي "

 


 
وأكاد أعتقد جازما ان هذه الحكاية سوف تنطبق بشكل كلي، على جماعة نشيد " سلام فرمانده "، فلو جاء الامام الى حارة حريك واجتمع معهم واشترط عليهم مثلا الكف عن حماية الفاسدين وفي مقدمهم جبران باسيل، ووقف عمليات التهريب الغير مشروعة والتي تتسبب بسرقة اموال اللبنانيين، وتسليم تجار الكبتاغون والمخدرات، ورفع الحصانة عن مجرمي تفجير المرفأ الذي ذهب ضحيته مئات الابرياء، وطالبهم بتسليم قتلة رفيق الحريري، ووقف دعم نظام الاجرام في سوريا ودفع الدية لكل قتيل قتل ببراميله المتفجرة، وعن كل مسجون قضى تحت التعذيب الوحشي، ودفع اموال الشعب العراقي، وعدم تسمية فاسد لرئاسة الحكومة، والتخلي عن كل ما له علاقة بحرمان الشعب اللبناني من ابسط حقوقه، وهكذا الكثير من الاداء السياسي المتبع والذي لا يخدم الا حكام الجور الذين ملأوا الارض ظلما وجورا 

 


فإن النتيجة بكل تأكيد ستكون ان واحدا من المجتمعين معه او كلهم سيفتحون الشبابيك وكل إعلامهم ويصرخون بأعلى اصواتهم ( شيعة سفارة شيعة سفارة شيعة سفارة ) .