مع اندثار حركة النهضة العربية أواسط القرن الماضي، أُخليت الساحة لقادة الانقلابات العسكرية، الذين لم يُخلّفوا لنا سوى الأزمات على أنواعها، إضافة إلى الحركات الأصولية التي انتشرت أواخر القرن الماضي، فملأت الشارع والمسجد والبيت والمدرسة والجامعة وساحات" الجهاد". لقد اقترفت هذه الأنظمة أفظع الجرائم بحق شعوب المنطقة .فقد استولت على السلطة، وحافظت على قشرة سطحية من التوجه العلماني والتحديثي والاشتراكي، وتركت مشاكل المجتمع الحقيقية تتضخم وتتفاعل مع الإنفجار السكاني، وتزايد الحاجات الاجتماعية. ومارست في العقود الأخيرة إيديولوجية مضلِّلَة، تدَّعي مقارعة الاستعمار وركيزته إسرائيل. في حين أنّها كانت على وئامٍ وسلامٍ معهما.وتراجعت فرص إنجاز المهام الوطنية والاجتماعية. كل هذا ترك الساحة فارغةً ومُهيّأةً للحركات الأصولية كي تملأها.وزاد الطّين بِلّةً، التّدخُل الإيراني المذهبي ،والتّدخل الدولي البشع بوجوهه المتعددة.