عذراً ـ من لغة الضَّاد، ومن اللغة نفسها، ومن علماء اللغة والإختصاصيين، ومن حملة الشهادات في لغة الأم ـ إن لم أشرح هذه الكلمة (طز) لعجزي عن فهمها، ولعجزي أيضاً عن الاختصاص باللغة العربية، وأتمنى أن تساعدوننا على فهم المعنى، أو ترشدوننا إلى صوابية ما فهمناها من هذه الكلمة. إنَّ أهم عنصر من عناصر تمييز العقل اللامبالي أو العقل الإستخفافي، هو العجز عن التعامل مع محيطه وبيئته وأقربائه وأرحامه، وعدم المصداقية والشفافية معهم بهدف تحسين وتوطيد العلاقة الطبيعية بينهم، وخصوصاً العلاقة الرحمية وبالتالي العلاقة الاجتماعية في مجتمعه وبلده ووطنه، فالمسؤول الذي لا يحترم وظيفته ولا يحترم من أوصله إلى كرسي المسؤولية، تراه يندفع نحو الهروب والعزلة محاولاً تجنب أعين الناس عنه، لكي لا يحتك بهم متهرباً من واجباته الأخلاقية والدينية، مكتفياً بقوقعته داخل من يشبهه من جماعته التي يطلق عليها جماعة (الطزَّازات) والذي يجمعهم جامع واحد، وهو عدم احترام منطق الحياة، منطق الإلتزام، واحترام الناس، واحترام العقل، ومن هنا لا يمكن أن يحقق أهدافاً لمجتمعه وأمته وبيئته ومحيطه وأرحامه، أقله بالحد الأدنى، لأنها جزء لا يتجزأ من الواقع المفروض وخصوصاً في الأزمات على كل الصعد والأصعدة، والذي يعجز هو بالأصل أن يتعامل معه بمسؤولية وبصدق وجدية، وتراه في نفس الوقت قادر على قراءة الرموز والتضاريس والخرائط، لكنه يعجز عن استيعابها ويتعامل مع حزمة أفكار وكومة تصورات هو من يحددها، أو يمليها عليه من هو أكبر منه، من دون أن يبادر بنفسه لخدمة الآخر، لأنَّ في الطرف الآخر هناك خفيرٌ على عقله وحركته، فيعمل لحسابه الخاص، ومن هو محسوبٌ عليه، لهذا فهو يعلن بكل بساطة استخفافه واستهانته بكل الوعود التي نصبها فخاً للوصول إلى مبتغاه، من دون أن يعلنها بكلمة (طز ـ هيِّ هيك الدنيا، الشاطر مايموت) والذي بدوره يكون (مطزطزاً على كل شي، يعني لا دين لا قيم لا أخلاق كلها موضوعة في جيبه الخلفي).. ومعلناً أيضاً ـ من بعد حماري ما ينبت حشيش ـ هذا هو المسؤول الطزَّاز أو العقل الطزَّازي، أو ثقافة الطزطزة، ولا يمكن أن يتخلَّى عن الطزِّية والطزطزية ـ ربما بشعار ديني أو شعار احتيالي ـ ومجدداً أرجو المعذرة من علماء الأدب واللغة، ومتنمنياً إضافة شرح آخر لهذه الكلمات ـ طزطزة ـ طزطزات ـ أطزاز ـ طزاطيز ـ حتى يقودنا الفهم إلى ذاك الشخص الذي يستهين بالناس والحياة والبلد والوطن، لكي نفهم الاحترام والالتزام الديني والأخلاقي، حتى لا يتحول مجتمعنا وثقافتنا إلى (طزطزة بطزطزة) ونصبح غير معنيين بثقافة احترام منطق الحياة.