يتصدر كل من التيار الصدري والحوثي وحزب الله المشهد السياسي الشيعي كأحزاب فاعلة ومؤثرة ووازنة في المرحلة الراهنة سواء في منبت رؤوسهم أو حيث تصل أقدامهم وأدوارهم أو من خلال تفاعلهم مع الأحداث القائمة في المنطقة وطبيعة الصراع الإقليمي الدائر فيها . ثمّة مشترك إيراني بين الحوثية وحزب الله وهو الذي فرض بقوّة دعمه نفوذ الجماعتين في اليمن ولبنان وهو الذي كرّس دورهما في الإستراتيجية الإيرانية مما جعلهما نافذان في حلبة الصراع الإقليمي الساعي إلى بسط معادلات جديدة على ضوء النتائج التي تفضي اليها الغلبة وصناعة المكاسب في عملية الربح في الحروب أوفي المفاوضات . خلافاً لهما يستمد مقتدى الصدر زعامته من أبيه ومن عائلته ومن بيئته ومن الشحن المذهبي الذي أسّس له تيّاراً جارفاً دون أن يكون لإيران أيّ دور يذكر في نفوذ الصدر الذي يتزايد على حساب التيارات الشيعية الموالية لإيران ولم يستطع الحشد الشعبي من منافسة الصدر بل بقي خارج دائرة التنافس معه بأميال وبأجيال وهذا ما أكدته النتائج الإنتخابية البرلمانية والتي جعلت من السيد مقتدى الصدر الأقوى شيعياً وعراقياً وهذا ما عكسه الشارع العراقي والمسيطر عليه من قبل التيّار الصدري . هذا ما جعل السيد الصدر حرّاً في قراراته ومتحرراً من أيّ قيد قسري أو طوعي كما هو حال الحوثي وحزب الله اذ أن إيمانهما الغليظ بالقيادة الإيرانية يدفعهما تعبداً لطاعة ولي الأمر لذا لا مجال لأخذ قرارات مصيرية دون الرجوع للسيد القائد في حين أن مقتدى الصدر يفعل ما يراه مناسباً دون الرجوع لولي الفقيه الذي لا يؤمن به كحاكم مطلق . لقد قدمت الكتلة الصدرية استقالتها من المجلس النيابي على خلفية الأزمة الحكومية بقرار من السيد مقتدى الصدر دون الرجوع لأحد سواء في العراق أو خارجه حتى أنّه لم ينصت لحلفائه الذين استمهلوه كي لا يزيد الأمور بلة ولكنه قرر ونفذت كتلة التيّار أمره بالإستقالة الفورية . هذا لا يصح لا للحوثي ولا لحزب الله وهذا ما يجعل التيّار الصدري تجربة مختلفة كونها نمت بمواد عراقية لا مكان فيها لأي مادة من مواد الدعم الخارجي ولهذا يستطيع الصدر الذهاب بأيّ اتجاه كما فعل أثناء ذهابة الى المملكة العربية وحث العرب على حضن العراق والتعاطي معه كشقيق عربي وهذا ما لا يستطيع فعله أيّ تيار أو جهة شيعية دون الإستئذان المسبق أو التنسيق أو التكليف المباشر من إيران . وحده مقتدى الصدر وعلى خلاف جميع قيادات التيارات الشيعية غير مرتبط سياسياً وغير مصطف طوعياً في موقع أو محور بل انه يعارض بشكل واضح اتباع إيران في العراق وهو من أشد المخاصمين للمالكي الذي يحتمي وتحميه الجمهورية الإسلامية لقد قاتله سابقاً عندما كان في رئاسة الحكومة ولم يمكنه من أن يصبح صداماً بنسبة معينة ويقاتله اليوم كي لا يكون المسودة الايرانية القديمة لرئاسة الحكومة العراقية