عندنا،بحمد الله، الذي لا يحمدُ على مكروهٍ سواه، رجالُ سياسةٍ، ورجالُ دِينٍ، ورجالُ أحزاب، يملأون شاشات التلفزة، ويعتلون المنابر، بوجوهٍ عابسة ، ونظراتٍ مُتجهّمة. والقرفُ بادٍ على محيّاهم. يبادؤنا بالكراهية والمقت، كأنّهم يعلمون علم اليقين، بأنّنا نمقُتهم ونكرهُهم، ونودُّ لو أنّ بيننا وبينهم أمداً بعيدا. ومن رقّة أدبهم وعلمهم ودينهم وفطنتهم لم يطّلعوا على أنّ العرب إذا مدحت رجلاّ قالوا: هو ضحوك السّن، بسّامُ الثّنيات، هشٌّ إلى الضيف. فإذا ذمّته قالوا: هو عبوسُ الوجه، جهمُ المحيّا، كريه المنظر، حامض الدّجنة، كأنما وجهه بالخلّ منضوح.